جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 



حافظ آل بشارة||

ارتفاع سعر الدولار وتذبذبه ينبئ بمسار تصاعدي قد يستمر اشهر عديدة تنتهي بانهيار الدينار العراقي ، ومعروف ان انهيار الدينار ليس ظاهرة نقدية فقط بل يخفي وراءه مقاصد سياسية ، ويجب ان يتذكر الجميع انهيار العملة لدى عدد من دول المنطقة وما يعنيه ذلك ، فقبل اشهر بدأ انهيار الليرة التركية ، وقبلها انهارت ومازالت الليرة اللبنانية ، وانهار التومان الايراني ، هذه الانهيارات لم تأت مصادفة بل بفعل فاعل ولهدف محدد ، فضمن سياسة القوى الدولية هناك فصل الانهاك الاقتصادي للدولة المستهدفة ويبدأ هذا الانهاك بنشر الفساد المالي في مؤسسات الدولة وحمايته ، وفوضى الانفاق الحكومي ، واضعاف دور المصارف الوطنية والاهلية والتلاعب بالعملة المحلية ، وكل المؤشرات تدل على ان عملية تحطيم الدينار العراقي بدأت باتفاق يتم فيه شراء الدولار من قبل مصارف اهلية فاسدة وعدم طرحه في السوق ، مما يؤدي الى تدني عرضه السوقي وارتفاع سعره ، فتبيعه المصارف المحتكرة بقيمة اعلى ، وهناك معلومات بأن تلك المصارف تملكها احزاب متنفذة وشخصيات ذات ارتباطات خارجية ، وقد حققت ارباحا هائلة في ايام معدودة ، وهذا يعني ان فاسدي السلطة لم يكتفوا بما سرقوه ويسعون اليوم الى تدمير اقتصاد البلد وعملته الوطنية ، هذه اللعبة تؤدي الى الاطاحة بقيمة الدينار وارتفاع اسعار السلع والخدمات لانها بالاصل مقومة بالدولار ، هذه طريقة لتجويع الشعب واسقاط عملته ، والغريب ان هذه الالاعيب تأتي في وقت مازالت اسعار النفط متدهورة ، ويعاني الناس من تأخر صرف الرواتب ، وغياب البطاقة التموينية التي هي اساس الدعم الغذائي للاسرة العراقية مع ان اموالها مصروفة لوزارة التجارة .
هذه التحولات الخطيرة تجعل كل مسؤول حر شريف يشعر بالاسف والحزن ، وتلقي على عاتقه مسؤولية الاعتراض والرفض واستخدام كل ما لديه من وسائل لوقف هذه العملية المبيتة ، وكشف من يقفون وراءها لانها تمثل اعلان حرب على العراق الذي يواجه قطع الارزاق الذي هو اسوأ من قطع الاعناق .
ندعو كتلة بدر النيابية الى تبني هذا الملف الخطير ، وجمع تواقيع لبحث قضية مزاد العملة في مجلس النواب من قبل اللجان المختصة واستضافة خبراء لبيان حقيقة ما يجري ، ثم استجواب رئيس الوزراء والوزراء المعنيين وتقديم اصحاب هذه اللعبة الى القضاء ، ان الشعب يبحث عمن يقف الى جانبه ويتولى حمايته من اللصوص والجوع والذل ، ومن يقف من الاحزاب متفرجا على سيناريو التجويع الراهن سيدرج في قائمة المشاركين في هذه اللعبة الخطيرة سواء كان ضالعا او صامتا.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال