جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 


علي الطائي ||

لم يكن يوم ٣٠/ ١٢/ ٢٠٠٦ يوماً عادياً ، كان يوماً استثنائياً في تاريخ العراق أنه نهاية لرمز جمهورية الخوف وبروق الدم والرعب ، استثناء لم يلغي قاعدة نسيان شعب العراق عهود الموت في تكرار يستدعي حيرة المؤرخين.
الرئيس الذي اتخذ أعلى درجات الحذر والحيطة لسنوات طويلة حيث مخدع النوم السري والمقابلات السرية ، أقبية تحت الأرض ، لقاء عابر في كرفان لا يُتوقع حضور الرئيس فيه ليبلغ رئيس أركان الجيش إن قواته دخلت الكويت واسقطت نظامها والأخير يصاب بالدهشة والاستغراب…!
نائب الرئيس يسمع في إذاعة بغداد نبأ تحرير الفاو فينطلق في حفلة تصفيق فردية يحيي فيها الرئيس سراً ويهزأ من منصبه في ذات الوقت ، مكتب فخم وصلاحيات محدودة قدر تعلق الأمر بالتصفيق والثناء والإشادة بالرئيس .
بدلة( خاكي) ورتبة تصنف على أنها اول رتبة دمج في تاريخ العراق ليس لها وجود في تاريخ الرتب العسكرية تخلى عنها الرئيس يوم ٩ / ٤ /٢٠٠٣ فوجدها أحد جنود المارينز في إحدى غرف القصر الفخم قد استغنى عنها صاحبها بعد انتهاء عصر الاستعراض.
( نطاق) عسكري ومسدس يتحسسه صاحبه كل حين تحسباً لهجوم مباغت من الأقربين وغيرهم فذاكرة الرئيس مترهلة بمئات الآلاف من الجثث وأنهار الدماء .
لا مكان لطالب سلطة مع سلطة الرئيس في دولة الكل فيها متهم حتى تثبت براءته من التفكير بالاقتراب من عرش الرئيس.
على منصة الإعدام الحديدية والحبل السميك المتدلي ينظر إلى أفق قصير لا وجود للحمايات والمواكب ورتبة المهيب ، لا حرس خاص ولا غيره فقط شريط ذاكرة سريع مزدحم بالموت والدم والعذابات( قصر النهاية ، أحواض التيزاب، مقابر جماعية، حروب ، رصاص حكومي يسكتب والى الأبد أصوات المعارضين للسلطة في المنافي البعيدة، الآلاف من العوائل على الحدود مبعدين بحجة التبعية ومثلهم صرعى بغاز الخردل ، الشعبة الخامسة وزنازين مظلمة …. )
بغداد 30 كانون أول2020

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال