ماجد الشويلي ||
ليس بوسعنا أن ندرك الحكمة الإلهية العظيمة التي اقتضت أن يستشهد الحاج قاسم سليماني والحاج المهندس (رضوان الله عليهما) بالكيفية التي استشهدا بها ، وبالنحو الذي اختلطت فيه دماؤهما ، وكأنها آثرت إلا أن تكون مداداً يكتب ميثاق الأخوة بين الشعبين الشقيقين العراقي والإيراني مجدداً وإلى الأبد.
لكننا يمكن أن نتلمس بعضاً من شذراتها ،
من خلال تقصي الأحداث والوقائع التي عصفت بالعراق والمنطقة على وجه العموم .
ولو تمعنا ، أكثر لوجدنا أن لشهادتهما من البركات الخفية والجلية الشئ الكثير .
رغم أن رحيلهما عنا في مثل هذه الظروف الحساسة والاستثنائية ، خلف فجوة عظيمة لايأتي على ردمها الا الله سبحانه بلطفه
إن بركات تلك الشهادة تتجلى بما يلي ؛
اولاً :_ أنها جاءت في ظل مؤامرة شيطانية كبيرة ، كانت تستهدف الإيقاع بين الشعبين العراقي والإيراني ، لفك عرى اللحمة بينهما،
وإذا بدمائهما الطاهرة تعزز تلك اللحمة ووشائج الصلة ووحدة المصير بينهما بشكل أكبر
ثانياً :_ في تلك الأيام التي سبقت استشهادهما (رض) ، كان هناك مخطط يرمي لشيطنة الجمهورية الأسلامية ومحو دورها الأساسي في تحرير العراق من عصابات داعش ، بل وجعلها هي وداعش على قدم المساواة .
ثالثاً:_ لولا استشهادهما معاً لم يكن بوسع أحد ليعرف مكانتهما عند المرجعية الدينية في النجف الأشرف ، والتي عبرت عنهما بأنهما (أبطال معارك الإنتصار على الإرهاب)
رابعاً :_ كانت شهادتهما سبباً لبيان عمق العلاقة والتبجيل الكبير الذي يكنه المرجع الأعلى السيد السيستاني؛ لسماحة ولي أمر المسلمين الأمام الخامنئي (حفظهما الله تعالى)
خامساً :- شهادتهما أثبتت مجدداً أن أمريكا عدوة للشعبين العراقي والإيراني معاً ،وأنها لاتفرق بينهما بحال، وتعمل على خدمة الأرهاب بتذليل الصعاب أمام داعش من خلال ازاحة هذين الجبلين عن طريقها.
سادساً:_ شهادتهما كانت سبباً لتعزيز قناعات الكثيرين من أبناء الشعب العراقي وإلايراني بصوابية منهج المقاومة وعداء الولايات المتحدة والصهيونية العالمية
سابعاً :- إن شهادتهما أضحت حافزاً وزخما إضافياً لرفد معنويات الشباب المقاوم في عموم المنطقة
ثامناً :- شهادتهما دفعت بمجلس النواب العراقي لاستصدار قراره التأريخي القاضي بأخراج القوات الأجنبية من العراق
تاسعاً :_بشهادتهما تمكنت الدبلماسية الإيرانية الناجحة من استحصال قرار أممي، يدين الولايات المتحدة الأمريكية بارتكابها جريمة الإعدام خارج القضاء صدر عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة
ـــــــــ