مازن البعيجي ||
-تعرف قيمة تلك الليلة وذلك اليوم من ترقب كل دوائر الاستخبارات والغرف السوداء والقواعد التي فيها شُعب متخصصة في قراءة الوضع العراقي في عموم الخليج العبري! وكذلك ما تم تأسيسهُ في داخل العراق من شماله الى جنوبه من خلال بؤرٍ تراقب وتعمل بأوامر السفارة الأمريكية التي تحتل قلب بغداد بأعداد من العاملين يزيد عن خمسة آلآف جاسوس ، ناهيك عن ما جندتهم من عملاء ومتطوعين واحزاب وجدت في مسايرة الأحتلال هدف تحفاظ به على مكتسباتها الشخصية وغيرها .
-كل هذا وماخفي كان أعظم ، فأنها تراقب “يوم ذكرى الشهداء القادة” في العراق يوما بعد يوم على وجه الخصوص ومالذي سيحدث!!!
-والسبب : هو ما بُذل على العراق من جهود تلك الدوائر حيث شحذت حركة الإعلام بكل أدواته للتخريب والعبث بنية الأفساد الثقافي وجعله أداة رخيصة بيد شذاذ بقايا البعث، ومن انفرط عقد أسرته ليجد العمل مع السفارة عوضاً عما يفتقد!
-كل ذلك من اجل جرف شيعة العراق والانعطاف بهم عن المسار وخاصة شريحة الشباب المهمشة والمهملة من قبل الحكومة ومن بيده زمام السلطة من أحزاب وكتل فاسدة مما أودت الحال بالشباب ان جعلتهم تحت ضغط الحاجات الطبيعية الملحة ، وهذا مالايخفى على عاقل أن للسفارة اليد الطولى ومن تدبير الاحتلال الذي يعرف جيدا عملية إيصال اهل الفساد لقمرة القيادة ،ومن خلالهم يتحكم بمثل ما تحكم به أيام التظاهرات والتي ظاهرها مطلب حق مشروع وباطنها هدف مشبوه على مستوى الفعل والتنفيذ!!!
-الغرض من ذلك كله ، نقض عرى العهد العقائدي الفطري لشيعة العراق من الجنوب والوسط . وتشويه صورة القيم النبيلة للمجتمع ، سيما فئة الشباب
– وكل ما ذكر ، هو محاولة ضرب كل اواصر القوة بين “الشعب الشيعي العراقي وإيران العمق العقائدي الاستراتيجي” الخطير على الأستكبار والعملاء!!!
-ولعل استمرار الجهود المبذولة من قبل أمريكا لبث الفوضى وحلحلة الأوضاع ، وتأجيج العواطف في اغلب المحافظات العراقية جاءت بعد اغتيال القادة الشهداء ظنا منها وبعد تخطيط خبيث مع عملاء الداخل من أنها تقضي على فكرة الأنتماء العقائدي لشيعة العراق والعبث بعقول الشباب وزعزعة منظومة القيم الراسخة عندهم .
– فكانت الصدمة مروعة ومذهلة ليلة المطار ونهار ساحة التحرير والملايين تتوشح السواد وترفع الأعلام ورايات النصر والمقاومة ترفرف في سماء بغداد العاصمة معلنة الولاء والوفاء في ذكرى مرور عام على عروج القادة العظام الى السماء ، فكانت كما البيعة الغديرية في ليلة ويوم مما وجّهت صفعة ولكمة قاسية إن لم تكن صعقة أربكت عقول وشلت حركة!!
هي – الذكرى – تستقدم شباب الجنوب والوسط ومن جميع مناطق العراق بأعمار راهنت عليها السفارة وبذلت الكثير وجزمت ان شريحة الشباب ممتعض مستاء وهو لا ينتمي للحشد ولا لإيران! وقد ثبت العكس وخاب من افترى ، ومن راهن قطعا قد شاهد والعالم بأسره عمق المشهد المهيب لكل شرائح الشعب العراقي يتقدمهم الشباب وقد جعلوا على عصابات رؤوسهم صور القادة الحاج قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس وكذلك صور مؤسس الثورة الإسلامية الإيرانية المباركة والقائد الخامنئي في مشهد يغيض الكفار حقاً ( وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) التوبة ١٢٠ .
-حقا كان يوماً من أيام الله يوم التحدي وإحباط المخططات الخطيرة لتقول تلك الجماهير النقية كلمتها التي هي فوق ما يفعله الشذاذ ممن يحكمون ويفسدون ويعبثون بموارد قوتهم وقوت عيالهم فقد قالوا ويقولون نحن مع القادة ، مع الحق، مع الإيمان العملي والنزاهه والدفاع الحقيقي عن نهج محمد وآل محمد ‘عليهم السلام “عراقياً كان ذلك القائد أم ايرانياً” ،فلقد اثبت القائد الإيراني والعراقي على حد سواء ولاؤه وتفانيه للدين والعقيدة لدرجة الفناء فأي دليل أعظم أيها المتخذلون؟!
-رسالة ضخمة حملت في طياتها آيات الوفاء والتحدي أيدها الله تعالى وسيعلم اعداء الله أي شباب يستهدفون بعد اليوم!
– فشكرا شعب العقيدة وتربية الحسين عليه السلام على ذلك المظهر المهدوي الحسيني الحشدي ..وهكذا تفعل الدماء الطاهرة فلها الغلبة والنصر مهما اجتهد اعداء الله لطمس آثارها.
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
ـــــــ