جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 


د. قاسم بلشان التميمي ||

سادتي القراء واكيد (سيداتي) اود ان اخبركم بأنه كان عندي صديق ولكن ليس كباقي الاصدقاء انه يحمل مكر ، وذكاء ممزوج بغباء! ،وكان بارعا في حل كل المعضلات بحيلة ودهاء ،وكان صديقي رجل (المهمات الصعبة) في مراجعة الدوائر الحكومية ابان ايام النظام (السابق ، البائد ، المقبور).
هذه مفردات ذكرتها حتى (لا) يزعل احد،لنترك امر المفردات هذه ولنرجع الى من كان صديقي ،رجل المهمات الصعبة وهذه الصفة التي اتصف بها من كان صديقي لم تأت عن طريق الصدفة او السخرية وانما اتت نتيجة عمل ومثابرة وكفاح مستمر في اتقان (اللعبة !).
نعم اللعبة التي يقوم بها في انجاز (المعاملات ) ، في مختلف دوائر الدولة ايام زمان ، والطريقة او اللعبة التي يقوم بها من كان صديقي، فهي سهلة ولكن صعبة جدا بل مستحيلة على امثالي وامثال القاريء الكريم، لانها تتطلب براعة في الخداع والتصنع واحيانا (البلاهة).
ولا اريد ان طيل عليكم سادتي الكرام وسيداتي (الكريمات) في اخباركم عن الطرق التي يستخدمها من كان ، في الحصول على الموافقات الرسمية وتواقيع السادة (المسعولين) هكذا يقولها من كان صديقي.
اما انا فالفظها (المسؤولين) لذلك لم ولن ينجزوا معاملتي والسبب واضح فأنا اقل ثقافة من الذي كان صديقي، لذلك فهو يعرف اللغة التي يتخاطب فيها معهم وعلى قاعدة (الطيور على اشكالها تقع)!
ولكن هناك من المفكرين من ايد صحة مفردة السادة(المسعولين) بقوله ان المصاب ببرد شديد بمعنى (المنشول نشلة قوية للعظم، يسعل يعني (يكح)، وعندما يسعل يصدر صوتا قويا يسمعه الكل، وهو نفس الصوت الذي ينطلق من موكب السيد (المسعول ) اقصد المسؤول ،لان صافرات الانذار ومكبرات الصوت في الموكب هي رديفة لصوت المصاب (بالنشلة) يعني (الانفلونزا)، هذا تفسير احد الحكماء لمفردة المسعول، وانا انقلها كما هي وعلى مبدأ(ناقل الكفر ليس بكافر!).
اعتقد اني اطلت عليكم سادتي ولم ابين الطريقة او اللعبة التي يتقنها من كان صديقي في انجاز المعاملات (المستعصية)، لقد (كان يقوم من كان صديقي) اعتقد هذه الجملة فيها شيء من (الفلفسة) اقصد (الفلسفة) لان من كان صديقي كان ينطق مفردة فلسفة (فلفسة) .
ومثل ما قلت قبل قليل ان ثقافته عالية جدا ومتناسبة مع ثقافة (المسعول ) اقصد المسؤول ،لنترك كل هذا ولنتكلم عن الطريقة التي كان يقوم بها من كان صديقي في انجاز المعاملات المستعصية (ايام زمان )، ارجو ان لايذهب القاريء الكريم بعيدا عند عبارة (ايام زمان) لانها تذكرنا (بعمبة او عنبة ايام زمان).
على العموم سادتي سأروي لكم ما الذي كان يقوم به من كان صديقي في انجاز المعاملات المستعصية ، لقد كان يقوم بتأجير (قاط راقي) مع (باين باغ) يعني (رباط) ، وكان يلبس (أجلكم الله) حذاء (روغان) لماعي اسود و(يخلي وردة حمرة) في اعلى الجهة اليسرى من سترة (القاط الراقي).
ارجو عدم التعجل لان السر لايكمن في الملبس وانما السر يكمن بعملية تطويع الملبس والمظهر في انجاز المعاملات المستعصية ،وكذلك في طريقة الاداء وطريقة الحركات والاشارات وما شابه ذلك بمعنى (التوابل والسلطات التي ترافق الطبق الرئيس) وعذرا للسيد الرئيس لاني (لصقت) فخامته مع الطبق ، وعندما يذهب من كان صديقي الى اي دائرة رسمية اقصد حكومية لان (رسمية) هذه قصتها قصة لقد كانت (فراشة) المدرسة التي كان يدرس فيها من كان صديقي، وهي ايضا لها حكاية ورواية بعد تسلمها منصب حساس !
لنرجع الى من كان صديقي قلنا عندما كان يذهب الى اي دائرة حكومية وهو (طالع دي لوكس) يدخل (يتبختر) وعنما يدخل مكتب سكرتيرة السيد المدير العام (المحترمة) يبادر بالقول (منو احلام هاي اشجابج اهنا عمو).!
طبعا السكرتيرة اسمها (لا احلام ولا امل ولاليلى ولابشرى) هذه اسماء يستخدمها من كان صديقي ليدخل العلاقات الاجتماعية وليكسب ود السكرتيرة ،بعد ان يقدم كلمات اعتذار من باب (العفو عمو والله عبالي احلام بنت دكتور فلان) ، واكيد عندما ينسب السكرتيرة الى دكتور فلان (راح يكبر راسها) وليس هذا فحسب بل يضيف من كان صديقي (سبحان الله تفاحة وصارت قسمين) ، طبعا المعروف (حباية وصارت قسمين) ،لكن من كان صديقي يعرف اتقان اللعبة.
ومسألة طبيعية الست السكرتيرة سوف تجاوب (لا لا ابدا ما صار شي تفضل تفضل عمو أأمرني أستاذ) فيقول لها (عندي شغلة شخصية ومهمة يم السيد المدير العام) فتقول له لحظة فتدخل لتخبر السيد المدير العام، ثم ترجع قائلة تفضل ادخل عند السيد المدير العام !
وهنا تبدأ مرحلة ثانية في المكر والدهاء والخبث، فمن غير المعقول ان يقول من كان صديقي للسيد المدير العام (منو ابو الجاي او ابو اللبلبي) (مع حبي وتقديري واحترامي لاصحاب هذه المهن الشريفة) طبعا لايجوز ، فمن كان صديقي لا يكرر المشهد مرتين حتى لا يكون هناك ملل او خلل في اللعبة !
انه يبدأ بتكتيك ثاني ،مثل مع فتح باب السيد المدير العام وقبل ان يكمل السلام عليكم تحدث (المعجزة) ، نعم معجزة بالنسبة لي ولكم سادتي لان من كان صديقي يقوم بعمل حركة بهلوانية يقع على اثرها ارضا ومصابا بحالة من الاغماء المؤقت، ليفتح عينيه وهو يرى السيد المدير العام يقدم له بنفسه الماء، ويسأل عن صحته بالقول (ها شلون صرت)ز
طبعا من كان صديقي سيرد بخاطر مكسور مع خجل شديد (الحمد لله) وبعدها يطلب من كان صديقي الأذن من السيد المدير العام بالانصراف ، ولكن هل يجوز هذا ، بمعنى هل السيد المدير العام يقبل ان يغادر من كان صديقي بهذه السهولة دون ان يوقع له معاملته وينجزها ويوصي به الست السكرتيرة ز
سادتي لا تتعجلوا فان دور من كان صديقي لم ينته ، خصوصا بعد سقوط النظام (السابق ، البائد ، المقبور) ، ولكن هذه المرة كان دوره خطيرا وكبيرا (كيف ؟) لان من كان صديقي يعمل الان في مكان حساس ومهم وخطير ، ومن حسن الصدف ان اتاه ذات يوم رجل ذكره بماضية وعمل نفس الحركات، الا انها لم تمر ولم (تعبر) على من كان صديقي.
واخيرا اود التذكير بأني لم اذكر عبارة (اني لااحب السياسة ولاا حب الكلام فيها حتى لا (يزعل) علي بعض القراء…..
والى الملتقى بأذن الله مع الست رسمية

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال