جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 


عباس عبود سالم||


في 8 شباط الاسود 1963 بدا العراق يدشن نهجا سلطويا جديدا، هو (الشباطية) اي الازاحة والتنكيل والاستهتار بالثروة البشرية للعراق مع الاستخفاف بالخبرات والامكانات والقدرات المعرفية للمواهب الخلاقة.

اعرض للمتابعين والاصدقاء الاعزاء وثيقة نادرة ومهمة صدرت عن وزارة الداخلية (مديرية المخابرات السرية والسياسية) و مديرية الحقوق في 26 تشرين الاول 1963

وتتضمن الوثيقة قرارا بسحب الجنسية العراقية عن محمد مهدي الجواهري وعبد الوهاب البياتي وذو النون ايوب وغائب طعمة فرمان صاحب النخلة والجيران وعزيز الحاج وصلاح خالص ونزيهة الدليمي وعدد آخر من الشخصيات التي نذكرها ونستذكرها اليوم بتبجيل واحترام..

شخصيات وقامات مازالت الاجيال تباهي بها الامم وتذكرها بفخر

بل ان هذه الشخصيات بما قدمت من ابداع ثقافي وادبي تشكل ابرز روافد الهوية العراقية.

لم يشكل وزير الداخلية الذي اصدر ووقع على هذا القرار اي قيمة في سفر العراق بقدر ما يشكل هؤلاء العمالقة من عظيم الاثر والتاثير والخلود ..

مرت السنوات فسقط الوزير الذي اوصله تحالف السلطة الغاشمة مع البيروقراطية العسكرية..واشرقت شمس الابداع الخالد من عواصم اخرى فكان للتاريخ حكمه النهائي بتخليد الضحية ودفن الجلاد في اكياس القمامة ..

لكن لم نتعلم ولم نتعظ فقد تكرر هذا المشهد مئات المرات في الازمنة اللاحقة فقدر العراق ان تنمو القوة على يد الاراذل الاجلاف الذين يحاربون من هو افضل منهم ويقربون التابع الادنى والاضعف ثقافيا وانسانيا..

تحالف القوة الغاشمة مع البيروقراطية الجاهلة تسبب في هدر طاقات ونزيف افكار وضياع حلم …ومازالت القرارات المماثلة مستمرة ومازال نزيف الطاقات البشرية العراقية مستمر ..ولم ينقطع..

ف 8 شباط مازالت تتكرر مع اي تغيير اداري او سياسي في اي مفصل من مفاصل الدولة العراقية ..

فما اكثر الشباطيين الذين لاهم لهم سوى الحرب على الاكبر والاقدر منهم

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال