جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف قراءة وتحليل في مؤتمر الخيانة (مؤتمر أربيل )..

قراءة وتحليل في مؤتمر الخيانة (مؤتمر أربيل )..

حجم الخط

 



باقر جبر الزبيدي


يعتبر هذا المؤتمر الذي عقد في أربيل مؤتمراً في غاية الخطورة، بتوقيته و مكان أنعقاده و النتائج التي تأمل كل من أمريكا وإسرائيل تحقيقها، فالعراق يعتبر من أبرز الدول الثلاثين التي لم تعترف بإسرائيل، ودستوره يجرم كل من يتعامل ويروج للكيان الصهيوني، فلو عرضنا ما حدث في مؤتمر أربيل على الجانب القانوني والدستوري، لوجدنا أن العقوبات التي تلحق بالمؤتمرين المتآمرين في أربيل هو الإعدام وفق المادة 111 لسنة 1969 وكذلك المادة 102 التي تجرم وتحرم التعامل مع إسرائيل إضافة إلى المادة 164 التي تنص على إعدام كل شخص يثبت تخابره مع أي جهة أجنبية تعمل ضد البلد، بالإضافة إلى أن الدستور العراقي في المادة السابعة يحضر التعاون مع كل كيان أو نهج يتبنى العنصرية أو الإرهاب، وهذا أساس وجود إسرائيل كدولة، فهي تقوم على الإرهاب والعنصرية ضد الشعوب العربية و ضد الشعب الفلسطيني بالخصوص.

هنالك مجموعة من التساؤولات في ذهن المواطن تحتاج إلى إجابات دقيقة، لماذا هذا التوقيت بالذات، ولماذا وقع الإختيار على مدينة أربيل..؟

نرى في هذا التوقيت الذي يتزامن مع زيارة الأربعين وقرب الإنتخابات، محاولة لضرب السلم المجتمعي، وإثارة النعرات الطائفية والمشاكل السياسية، نظراً لحساسية هذا الموضوع لدى المجتمع العراقي، أما سبب إختيار أربيل لتكون المنطلق لهذا المشروع، فكان بسبب العلاقة التأريخية التي جمعت بين قيادات كردية وإسرائيل، هذه العلاقة ترجع إلى ستينيات القرن الماضي، ولا نريد الخوض في تفاصيلها حالياً؛ ولا يخفى على أحد وجود نشاط سياسي وتجسسي لإسرائيل في كردستان كذلك نشاط تجاري للشركات الإسرائيلية أيضاً، ويتركز هذا النشاط في مناطق نفوذ الحزب الديمقراطي، وبالتالي يعتبر مسعود البارزاني الحليف المفضل لإسرائيل، تعتبر كردستان البوابة الواسعة لهذا النشاط، فمؤتمر أربيل جزءاً بسيطاً من هذا النشاط المعادي للعراق، ويجب التأكيد بأن هذا المؤتمر الخطير الذي عقد برعاية مباشرة من الخارجية الإسرائيلية، تم بعلم ودراية وتحضير السلطات في كردستان وإلا كيف يتم حضور شخصية بمستوى

(حيمي بيريز ) نجل المقبور رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق (شيمون بيريز ) وشيوخ عشائر وشخصيات سياسية ومنظمات مجتمع مدني في مكان معروف وفي وضح النهار، دون علم وتنسيق مسبق مع سلطات الإقليم (حدث العاقل بما لا يعقل ).

من جانب آخر، لقد نوهنا و أكدنا في عدة لقاءات تلفزيونية بأن الرئيس الأمريكي( بايدن) يشكل خطرا كبيراً على وحدة العراق، فهو صاحب مشروع تقسيمي قديم، وهذا ما طرح خلال المؤتمر، حيث تم ربط الفيدرالية السنية وجعلها مقابل التطبيع، أي أن المشروع( البايدني) بدأ يظهر، وهو يخفي مفاجئات ذات أبعاد عميقة أكثر مما نتصور، فالعراق الموحد القوي على كل حال كان ومازال يشكل تهديداً للكيان الصهيوني ولمخططات الدول الغربية الطامعة به.

من جانب آخر لاحظنا مشاركة شخصيات سنية تدعي تمثيلها للمكون وللمحافظات السنية، فهي في حقيقتها لا تمثل سوى نفسها، و خطها العميل المعادي للوطن والدين، فمشاركة هؤلاء جاءت من أجل إضفاء الشرعية على هذا المؤتمر، و محاولة لكسب التعاطف الشعبي وإستغلال ردود الأفعال الغاضبة على الأداء الحكومي وتبويبها، من أجل مشروع التطبيع، لكننا وجدنا ردورد أفعال شعبية وسياسية رافضة و غاضبة تندد بما حدث، ولا ننسى أن نشير بأن هنالك بعض السياسيين داعمين و متعاونين مع مشروع التطبيع في السر؛ خوفاً من النقمة الشعبية ضدهم وهذا ما أكدته وسائل إعلام وجهات رسمية إسرائيلية بوجود زيارات سرية من قبل سياسيين عراقيين لإسرائيل، وعلى ما يبدو فأن مؤتمر أربيل أحد ثمار هذا الحراك السري، فتصريح وزير الخارجية الإسرائيلي كذلك تصريح (حمى بيريز ) على ضرورة كسر الحواجز مع العراق و التعاون المشترك والتأكيد على حتمية إنضمام العراق إلى الإتفاقية الإبراهيمية من أجل كسر الجمود ومن أجل جعل الأمر يبدو طبيعياً.

من وجهة نظرنا، أن أنعقاد هذا المؤتمر دون محاسبة القائمين عليه يعتبر خطوة ناجحة للعدو الإسرائيلي، ويجب على الحكومة والقضاء أن ياخذوا دورهم في تفعيل الدستور ومحاسبة كل من سولت له نفسه أن يخون العراق وشعبه، من خلال المشاركة في هكذا نشاط إجرامي عميل.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال