إياد الإمارة
يبدو إن الصورة السياسية في العراق بهذا الشكل..
في الوقت الذي يشترك فيه الجميع في العملية الديمقراطية يدعمها ويساندها ويمارس العمل السياسي من خلالها، لكن هذه الصورة هي صورة ظاهرية لا تعكس الطبيعة الحقيقية لأداء أغلب الكتل التي لا ترغب ولا تعمل على أساس ديمقراطي وإنما على أساس إستحواذي إنفرادي يريد من خلاله البعض إقصاء البعض الآخر بأي طريقة كانت.
إيها الإعزاء نحن أمام نسقين متوازيين في الأداء السياسي على كافة المستويات من داخل العراق ومن خارجه، نسق يتحدث عن الديمقراطية ويدعو ويروج لها ويغرد بألحانها الجميلة، ونسق آخر لا يؤمن ولا “يشتري بزبانة” الديمقراطية بل يرى أنها مرض خطير يهدد أمن العراق وإستقراره كل على طريقته وحسب ما يبرر به أفعاله وسلوكياته!
في حين إن العراق لا يدار إلا بإحدى الطريقتين:
الأولى ديكتاتورية مستبدة لا تؤمن بالتعددية ولا بفسح المجال للرأي الآخر والتي تقودنا إلى الإستبداد المشوب بالعنف كما فعل الطاغية صدام في الحقبة السابقة.
أما الطريقة الثانية فهي الطريقة التوافقية..
ودعني أقول لكم وجهة نظري في هذا الموضوع باننا لم نعمل على الطريقة التوافقية في الحكم داخل العراق على الرغم من كل ما أُشيع عن سلبيات هذه الطريقة والدعوة إلى مغادرتها بطريقة أو بأخرى..
إن طريقة حكم العراق الحالية هي طريقة إستخواذية بدأت مكوناتية ولن تنتهي إلا أن تكون شخصية لتتحول إلى ديكتاتورية كما كنا في السابق.
لأقول ذلك بعبارة أخرى..
إن التوافقية الجارية في العراق هي توافقية ذاتية “فردية” حققت وتحقق مصالح أفراد ولا تحقق مصالح مكونات أو بعبارة أكثر دقة هي لم تحقق مصالح المكون الأكبر (الشيعة) لكنها حققت نسبة أكبر من مصالح (الأكراد) ويعمل (السنة) خلال المرحلة الحالية والقادمة على تحقيق نسبة أفضل من مصالحهم الخاصة..
يعني (الطرگاعة) بس يمنة..
ولذا يُصر الأخوة في بقية المكونات على ترسيخ التوافقية التي أصر ربعنا ويصرون مرة أخرى لتجاوزها لأغلبية لا يمكن تحققها بالنهاية.