كندي الزهيري ||
إن للوط النبي (ع) غيبتان وهذا ما ذكرة كتاب ( العبقري الحسان في أحوال مولانا صاحب الزمان. ج٣ ص ٣٠٦…
الغيبة الأولى:
إن غيبته الأولى جاءت لتوليه مهمه الرسالة في ارض ” المؤتفكات ” معنى( الرياح تختلف مهابّها فتقلب الأرض، ويُقصد بذلك مدائن قوم لوط التي قُلبت على أهلها) بأمر من النبي إبراهيم ( ع) ، وتشير الروايات إلى أن حربا اندلعت بين طائفتي ” سدوم” و “عمورة “، في بداية الهجرة النبي لوط ( ع) ،عظم فيها قوم سدوم ( حيث كان يعيش قوم لوط في تلك المدينة)، واعتقل النبي لوط ( ع) وزج به في السجن.
وهناك رواية منسوبة إلى الأمام الصادق ( ع) تتطرق إلى هذه المسألة.
ويقول عليه السلام: اول من جاهد في سبيل الله ابراهيم ( ع) ، اغارت الروم على ناحية فيها لوط ( ع) فأسروه فبلغ ابراهيم ( ع) الخبر، فنفر فاستنفذه من أيديهم وهو اول من عمل الرايات > ابن حيون ،نعمان بن محمد المغربي [دعائم الإسلام ] قم ، مؤسسة آل البيت (ع) طبعة الثانية..١٣٨٥ق ، ج١، ص ٣٢٢.
ويقول العلامة النهاوندي في الغيبة الأولى للنبي لوط ( ع) :
إن غيبة لوط في هذا الاسر تشبه غيبة النبي إبراهيم ( ع) الذي سار في البلاد للاتعاظ من خلق الله، وقيل مرارا وتكرارا انه لا فرق بين المدة القصيرة و الطويلة في غيبة الحجة…
غيبة النبي لوط ( ع) الثانية:
تعود إلى المدة التي غاب عن قومه لعدة ساعات، ونزل عليهم العذاب خلال هذه الفترة، ويشرح الأمام الصادق ( ع) في رواية طويلة قصة نزول العذاب على قوم لوط، ويقول في جانب منها: إن الله تعالى بعث اربعة ملائكة في هلاك قوم لوط، وهم جبرئيل و ميكائيل واسرافيل وكروبيل، ثم لوط ودخلوا الملائكة معه، فلما راتهم امرأته رات هياة حسنة فصعدت فوق السطح وصعقت. فلم يسمعوا فدخنت، فلما رأوا الدخان اقبلوا يهرعون إلى الباب، فنزلت إليهم فقالت عنده قوم: ما رأيت قط احسن منهم هياة، فجاءت إلى الباب ليدخلوها _ فلما رآهم لوط قام إليهم فقال: يا قوم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد.
فقال : هؤلاء بناتي هن اطهر لكم .
فدعاهم إلى الحلال فقالوا: لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد، فقال: لو ان لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد.
فقال جبرئيل (ع):لو يعلم أي قوة له فكاثروه. حتى دخلوا البيت ، فقال: فصاح به جبرئيل ( ع) : يا لوط دعهم يدخلون. فلما دخلوا أهوى جبرئيل (ع) بإصبعه نحوهم فذهبت أعينهم وهو قوله: (فطمسنا أعينهم) .
ثم نادى جبرئيل (ع) فقال: انا رسل ربك لن يصلوا اليك فاسر بأهلك بقطع من الليل وقال له جبرئيل (ع) :إنا بعثنا في إهلاكهم. فقال (ع) :يا جبرئيل عجل. فقال: إن موعدهم الصبح أ ليس الصبح بقريب.
فأمرة فتحمل ومن معه إلا امرأته قال ثم اقتلعها جبرئيل (ع) بجناحيه من سبع ارضين ثم رفعها حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح الكلاب، و صياح الديكة ثم قلبها وامطر عليها وعلى من حول المدينة حجارة من سجيل. وعند خروج لوط واولاده من الليل ، كان بالقطع واليقين حجة الله عليهم، ومع ذلك فقد غاب عنهم في أوائل الليل ونزل عليهم العذاب عند طلوع الفجر. لذلك فقد حصلت الغبية الحجة في تلك الساعات القلائل …
ذكرة الأديان السماوية الثلاثة، العقاب الإلهي لقوم لوط …
المسيح : أمروا لوط أن يجمع عائلته ويرحل. أثناء هروبهم، أمر أحد الملكين لوط ألا ينظر إلي الوراء. فكانت سدوم وعمورة تدمران بالنار والكبريت، وعندما نظرت زوجة لوط ورائها، تحولت إلي عمود من الملح.
اما في اليهودية : النصوص اليهودية القديمة تركز على قساوة وفقر ضيافة أهل سدوم للغريب عوضًا عن المثلية الجنسية. بعض الجرائم الأخرى التي ارتكبها أهل المدينتين حسب اليهودية تشمل عقاب الضحايا على جرائم ارتكبت في حقوقهم، إجبار ضحايا الاعتداء على دفع تعويض مادي على نزف المعتدي، وإجبار النساء على الزواج من الرجال الذين أجبروهم على إجهاض أطفالهن “تعويضًا” عن الطفل المُجهَض عذب الأهالي أيضًا الزوار المقيمين عبر إمدادهم بأسرة متوسطة الحجم، فإذا كان الزائر أقصر طولًا من السرير قاموا بشد أطرافه حتى فُصِلَت، وإذا كان أطول قامة قاموا بقطع أرجله. نتيجة لذلك امتنع العديد عن زيارة المدينتين.
أما في الإسلام: سبب هلاك سدوم وعمورة كان مزيج من الاعتداء الجنسي، ممارسة السرقة، ومخالفتهم لقانون الضيافة
تعدى قوم لوط حدود الله بشكل واعٍ. ودعي لوط الله أن يقيه مما كانوا يفعلون. أُرسِل جبريل إلى لوط ليخبره عن ضرورة مغادرة المدينة. ينص القرآن الكريم على بقاء زوجة لوط في المدينة لتعديها حدود الله، وقابلت مصيرها في الكارثة التي حلت بالمدينة التي نجى منها فقط لوط وأهله.