مهدي المولى ||
لا شك أنه له معنيان بالنسبة للأحرار له معنى وللعبيد له معنى مختلف وهذا أمر طبيعي.
لا شك إنه يعني تعزيز وترسيخ للحرية والأحرار وانهيار وتلاشي للعبودية والعبيد نعم إن يوم 9- نيسان عام 2003 يعني يقض مشاعر العبيد الحقراء ويريح وسائد الأحرار الشرفاء فلا غرابة ولا عجب عندما نرى عبيد وجحوش صدام بعد قبر صدام تحولوا الى عبادة آل سعود يرون في هذا اليوم ألم وحسرة وحزن لأنهم لا يطيقون العيش في فضاء الحرية والقيم الإنسانية والتعددية الفكرية فهم لا يعيشون في ظل في بحر العبودية والذل.
في هذا اليوم تخلص العراق والعراقيين من بيعة العبودية التي فرضها الطاغية معاوية على العراق والعراقيين وقال لهم جئت لأذلكم وأهينكم كيف يعلمكم ابن أي طالب الجرأة على السلطان ومنذ ذلك الوقت والعراقيون يعيشون تحت ظل تلك العبودية الوحشية حتى جاء اليوم الخالد يوم الحرية يوم 9-4 – 2003 حيث كانت ولادة العراق الحر في هذا اليوم عاد العراق الى أهله لأول مرة يشعر العراقي أنه حر وإنه عراقي فكان محرم عليه ان يقول إنا عراقي وإنسان حر فذلك يخالف شريعة بيعة العبودية التي فرضتها الفئة الباغية والتي استمرت تتوارث من فرد من عائلة من قرية حتى يوم 9-4 حيث قبرت بيعة العبودية ومن دعا اليها بغض النظر عن نوايا وأهداف أمريكا ألتي ساهمت مساهمة فعالة في صنع هذا اليوم الخالد الجديد في تاريخ العراق.
ففي هذا اليوم انتقل العراق والعراقيين من العبودية الى الحرية من الظلام الى النور من حكم الفرد الواحد العائلة الواحدة الى حكم الشعب كل الشعب ففي مثل هذا اليوم شعر العراقي إنه عراقي إنه إنسان أما قبل ذلك الويل له إذا قال إنا إنسان أنا عراقي إلا إذا رضي عنه القائد الضرورة او أحد أفراد عائلته أبناء قريته أفراد زمرته فالعراقي فقد شرفه في زمن الطاغية صدام وبيعة العبودية التي حاول الطاغية صدام السير بموجبها التي كانت امتدادا وتجديدا لبيعة الطاغية معاوية ولكن شعبنا تمكن من قبر بيعة العبودية وقبر من أسسها ومن حاول تجديدها.
المشكلة إن العبيد لا يعيشون إلا في ظل العبودية فتراهم يكرهون الحرية والأحرار ولا يرغبون بمشاهدة الحرية والأحرار ويبقون يحنون الى العبودية لهذا نراهم بعد قبر سيدهم الطاغية صدام أسرعوا الى عبادة آل سعود وبدءوا بالتعاون معهم في ذبح الحرية والأحرار والإساءة اليهم والعودة الى عبودية صدام وزمرته اذا قال صدام قال العراق ومن يقول غير ذلك يذبح على الطريقة الوهابية التي خلقها لنا المجرم خالد بن الوليد حيث خدع المسلمين وضللهم بأنه يريد الصلاة معهم ولما استجابوا له أمر جلاوزته بإلقاء القبض عليهم جميعا قيدهم وأمر بإلقاء القبض على نسائهم جميعا ثم أمر باغتصاب نسائهم أمامهم ثم أمر بقطع رؤوسهم أمامهن ثم خيرهن بين ملك اليمين او الذبح لا ندري كم امرأة ذبحت وكم امرأة قبلت لا شك ان العبيد لهم علم بذلك.
الغريب إن العبيد في كل زمان وفي كل مكان على دين واحد وطبيعتهم واحدة لكن اثبت التاريخ إن أحقر العبيد وأكثرهم خسة وحقارة هم عبيد صدام وعبيد معاوية في كل التاريخ وفي كل مكان.
المعروف إن العراق تأسس بعد تحرير القوات الإنكليزية من احتلال الدولة العثمانية لا ننكر ان القوات الإنكليزية هي قوات احتلال أيضا لكنها أقل وطأة وأقل قسوة وأقل وحشية فالاحتلال العثماني لا يقر بالعراقيين وخاصة الشيعة الذين يمثلون حاولي أكثر من 75 بالمائة من سكان العراق فكانوا مشكوك في عراقيتهم في دينهم في إنسانيتهم في أصلهم وكانوا لا يثق بهم و محرم عليهم التعليم والعمل وتحمل المسئولية ومع ذلك وقفوا مع احتلال آل عثمان ضد احتلال الإنكليز مما جعل الإنكليز يغيروا من نظرتهم فاعتمدوا على عملاء وخدم الاحتلال العثماني وسلموهم الحكم وساروا نفس سيرة آل عثمان في حرمان العراقيين وخاصة الشيعة وهكذا أسس عراق الباطل وحاول العراقيون بعد ثورة 14 تموز 1958 ان يغيروا عراق الباطل الى عراق الحق فواجهوا هجمة وحشية اشترك فيها كل أعداء العراق في داخل العراق بدو الصحراء القومجية العربية وبدو الجبل القومجية الكردية ومن خارج العراق أمريكا إسرائيل آل سعود آل صباح تركيا شاه إيران وغيرهم وفعلا تمكنوا من إدخال العراق في نار جهنم في 8 شباط 1963 ومن ذلك اليوم والعراق في نار جهنم حتى يوم 9-4-2003 في هذا اليوم الخالد تمكنوا من إلغاء عراق الباطل وقبره وإقامة بدله عراق الحق عراق العدالة والحرية.
لا يعني هذا إن أمريكا جمعية خيرية تبحث عن الثواب وتخشى العقاب ولا تحب العراق والعراقيين لكن أمريكا تبحث عن مصالحها الخاصة فأمريكا تعبد الدولار ولا رب سواه والويل كل الويل لمن يشكل خطرا عليه فكل حروبها وصراعاتها واختلافاتها مع دول العالم ورائه الدولارفلا ديمقراطية ولا حقوق الإنسان ولا القيم الإنسانية كل ذلك تسحقها بحذائها أذا تعرض الدولار لأي خطر ومع ذلك إني ألوم أحفاد الجهلاء الأغبياء الذين كانوا وراء تأسيس عراق الباطل وأحملهم مسئولية ذلك.
ومن هذا يمكننا القول إن يوم 9-4 -2003 يوم تحرير العراق من بيعة العبودية التي فرضتها الفئة الباغية على العراق بعد احتلالها للعراق..
وإنه يوم إلغاء عراق الباطل الذي تأسس في عام 1921 وإقامة عراق الحق حيث شعر العراقيون الأحرار إنهم أحرار وإن هم جميعا متساوون في الحقوق والواجبات وإن هناك دستور وقانون ومؤسسات دستورية وقانونية.
لكن ذلك لم يرض العبيد الحقراء عبيد وجحوش صدام فاستعانوا بعبيد الأرض بالكلاب الوهابية القاعدة داعش وآل سعود وآل نهيان وبقية العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وتمكنوا من حرف مسيرة العراق فنشروا الفساد والإرهاب وانحرفوا عن طريق الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية وهذا يعود الى سببين الأول تخلي أمريكا عن الديمقراطية في العراق وثانيا عدم تهيئة العراقيين للديمقراطية.