علي حسين الاشرفي||
هل التشيع هو فعلًا ديانة؟ وما علاقته بالدين الإسلامي الحنيف؟
الشيعة: هم طائفة من المسلمين، بايعت وشايعت، علي ابن ابي طالب ( عليه السلام ) خليفة ووصي لنبي الإسلام محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم )، بإعتباره إمام منصب من الخالق ( عز وجل ) ولهم أدلتهم، من القرآن الكريم، والسنة الشريفة.
لما رجع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم ) من حجة الوداع نزل عليه جبرئيل ( عليه السلام ) فقال : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)
فنادى الناس فاجتمعوا ، ثم قال عليه الصلاة والسلام : ( يا أيها الناس من وليكم وأولى بكم من أنفسكم؟
فقالوا : الله ورسوله.
فقال : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ـ ثلاث مرات )
وهذه الحادثة، تبين لنا إهتمام الخالق بولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقد جعلها بقبال الدين كله، فجهد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )، طيلة فترة الدعوة الإسلامية، كله لا يحسب، وكأنه لم يبلغ رساله الله تعالى، إن لم يبلغ بهذا الأمر.
فقد ثبتت ولاية علي ابن ابي طالب ( عليه السلام ) من القرآن الكريم، والسنة الشريفة، بل حتى ثبتت أهميتها، لتكون في قبال الدين كله، فالنبي ان لم يبلغ بها، كانه لم يبلغ رسالة الله تعالى.
نستطيع سحب هذا الموضوع قليلًا، من النبي إلى المسلمين، ومن التبليغ إلى التصديق بها، فإذا لم يبلغ بها النبي، كأنه لم يبلغ الرسالة كلها، فحتمًا هنا إن من لم يصدق، ويؤمن بهذا التبيلغ، كأنه لم يؤمن برسالة الله تعالى، وكأنه خرج من الإسلام كله، وهذا يفسر لنا حيث ( قسيم النار والجنة )
وهذا ما أكده لنا الإمام محمد بن إدريس الشافعي ( إمام الشافعية ) في أبياته
عــــــليٌّ حُبُّــــــــه جُنَّــــــة
قسيمُ النَّـار والجَنّــة
وصيّ المصطفى حقاً
إمام الإنس والجِنَّة
فمن هذا نستنتج، إن الإمتداد الحقيقي للإسلام هو التشيع فقط، والدين الإسلامي هو محصور بالطائفة الشيعية فقط، أما باقي الطوائف، فهي تدعي بالإسلام وصلًا،
فمن المستحيل أن يكون للدين البكري، أو الدين العمري، علاقة بدين الإسلام، لمجرد وجودهم بقرب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حقبة صدر الإسلام، ولم نجد لهم دليلًا حقيقيًا على ذلك، فكثير ممن كانوا قرب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) من المنافقين، وهذا ما صرح به القرآن الكريم في سورة التوبة: ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ )
حسب القاعدة التي إستنتجناها، من الآية القرآنية في بداية المقال، أبو بكر وعمر أصلًا كأنهم لم يصدقوا برسالة الله تعالى، ولم يؤمنوا بها نهائيًا، لأنهم لم يؤمنوا بما أنزل من ربهم بخصوص، ولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام )، ولم يتبعوا علي ابن أبي طالب، كما كانوا يتبعون النبي الاكرم، فإستحقوا دعاء النبي عليهم ( اللهم عادِ من عاداه ) وأول من عاداه أبو بكر وعمر، وإغتصبوا حقه، بخلافة النبي، وسرقوا حق الزهراء عليها السلام، وكسروا ضلعها، وهي ريحانة رسول الله، يرضى الله لرضاها، ويغضب لغضبها.