قاسم الغراوي *||
*كاتب /محلل سياسي
لايمكن النظر الى موضوع الزواج من زاوية واحدة فهناك الكثير من الزوايا يمكن تسليط الضوء عليها وتكشف لنا فشل الزيجات رغم الاختيار بحرية خصوصا في وقتنا الحاضر.
اذ لايمكن اقتران اثنين بدافع الرغبة بالزواج او بسبب علاقة حب فهناك اسباب كثيرة تجعل من الزواج ناجحا وبالعكس سيشمله الفشل لامحالة.
اسباب النجاح والفشل مقرون بالظروف البيئية والاقتصادية والاجتماعية والمادية والتكافؤ العلمي والثقافي والمادي كلها تؤثر سلبا او ايجابا في مسيرة العلاقات الزوجية اضافة الى التحديات التي تعترض طريقهم ومدى قابليتهم واستعدادهم لتجاوز المحنة والمتاعب وتحمل صدمة النتائج.
تسجل المحاكم الاف حالات الطلاق شهريا بفعل ماذكرناه ، اضافة الى عمر الفتاة والشاب الذي يلعب دورا في نضجهما ، وتضاف له تجربة الحياة التي يتحمل فيها الاثنان المسؤولية في تحمل نتائج هذا الاختيار.
يجب ان يكون هناك تجانس ومقاربة والتقاء لردم فجوة المشاكل والخلافات التي تحدث مستقبلا وكذلك يجب توفر مشتركات تجمع الطرفين منها العمر والمستوى الاجتماعي والوعي والوضع المادي والبيئة التي تحتضن الزوجين.
ويمكن الوقوف الى جانبهم من قبل الاهل لتجنب التصادم والوصول الى نهايات مغلقة وحل الاشكالات التي تعتري حياتهم الزوجية والابتعاد عن التدخل المباشر في حياتهم .
واليوم غالبية الشابات يرغبن بالاستقلالية في مسكن منعزل وربما هذا يساعد على ان تعيش الاسرة الجديدة بعيدا عن التدخلات وهي خطوة جيدة ولكن ليس كل شاب بستطيع ان يوفر مسكنا مستقلا فلربما ظروفه لم تسمح له.
الظروف الصعبة التي يعيشها الشباب والتحديات والبطالة وفقدان فرص العمل واعداد الاسرة في البيت الواحد اسباب اخرى يمكن ان تقف ضد الزواج والابتعاد عن فكرة الزواج لدى الشباب مقرونة بالظروف المجتمعية والاسرة ، رغم ان احلامهم الطرية التي رافقتهم العمر ستندثر بتكوين اسرة مع من يحبون في مسيرة حافلة بالتحديات لحياة تمتد الى نهاية مجهولة.