د.أمل الأسدي ||
من يقرأ سيرة بني هاشم ويدقق فيها، ثم يلحق قراءته التأريخية بقراءة قرآنية، فيقف عند قوله تعالی: ((لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ۞ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ۞فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ۞ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)) ثم يقف عند قوله تعالی:((وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ…)) وينعطف بعدها واقفا عند قول الرسول الأعظم(صلی الله عليه وآله):(حسينٌ مني وأنا من حسين، أحبَّ اللهُ من أحبَّ حسينا…))
ثم يعود الی قرار الإمام علي(عليه السلام) في نقل مركز الحكم إلی الكوفة، ويقف عند خطابه إلی أهل الكوفة:(يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ أَنْتُمْ إِخْوَانِي وَأَنْصَارِي وَأَعْوَانِي عَلَى الْحَقِّ، وَأَصْحَابِي إِلَى جِهَادِ الْمُحِلِّينَ، بِكُمْ أَضْرِبُ الْمُدْبِرَ، وَأَرْجُو تَمَامَ طَاعَةِ الْمُقْبِلِ)، ثم يقلّب سريعا أقوال أهل البيت، فيقرأ قول الإمام الصادق( عليه السلام): “أهل خراسان أعلامنا، وأهل قم أنصارنا، وأهل كوفة أوتادنا، وأهل هذا السواد منا ونحن منهم.”
ثم ينتقل انتقالة أخيرة إلی الزيارة الأربعينية المعجزة، وتلك الملايين التي تقصد العراق من كل العالم، حينها يدرك قاطعا مستيقنا أن أهل العراق قد ورثوا الكرم الهاشمي العلوي، واختصوا به عن سائر الشعوب!!
لذا حافظوا علی هذه النعمة الربانية، وكونوا القائمين بالضيافة نيابةً عن أصحاب الدار المقصودين، أي نيابةً عن رسول الله وعلي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء والإمام الحسن والإمام الحسين والسجاد وزينب الـــــــی مولانا الحجة(صلوات الله عليهم أجمعين)، فالضيوف ضيوفهم، و القاصدون يبحثون عن مستقرٍّ بين أيديهم، يبحثون عن أمان محمد وآل محمد، فكونوا أوتادا لأهل البيت كما كان يراكم الإمام الصادق(ع).