جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف "مخاطر الدعوة الى التغيير "

"مخاطر الدعوة الى التغيير "

حجم الخط



 ماجد الشويلي

مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي

لطالما كان الهدم أسرع وأيسر .

ولطالما كان أقل كلفة وجهداً وعناءً.

وما كان الهدم يوماً ليستلزم عبقرية فذة أو تخطيطاً رصيناً.

فالهدم هو الهدم ، مذموم على الدوام ،إلا حينما يكون ضرورة لبناء أفضل قد تم التخطيط والتحضير له بعناية أكبر .

ومن هنا ينبغي لنا أن ندرك جيداً أن الحديث عن تعطيل الدستور أو تقويض العملية السياسية أو حتى الإنتخابات المبكرة ( لأنها شكل من أشكال الهدم)

لاينبغي أن يتم إلا حينما يكون البديل الأفضل مضموناً وميسراً.

لابد لحركة التغيير أن تكون حركة قصدية وليست عبثية.!

قد تكون هناك مسوغات موضوعية للانتخابات المبكرة السابقة.

ولذلك عاضدتها المرجعية الدينية

على أساس تغيير قانون الإنتخابات و وتغيير أعضاء المفوضية العليا للانتخابات،

وحتى قضاة المحكمة الاتحادية.

أما الآن فليس معلوماً ما هي الدواعي الموضوعية لاعادة الانتخابات ؟

أما لو تحدثنا عن الإجهاز على العملية السياسية فذلك يستدعي منا إعادة التذكير بالمسار الذي تأسست عليه 

وهو ؛

أولاً:- أن المرجعية الدينية قد دخلت بكل ثقلها للتأكيد على ضرورة أن يكتب الدستور بأيادي عراقي وأن يتم انتخابات

الشخصيات التي توكل إليها تلك المهمة


ثانياً:- اشترطت المرجعية الدينية حينها ضرورة  اجراء استفتاء عام على الدستور وخرجت الملايين مؤيدة للدستور ونداء المرجعية.

فمن يضمن لنا تأييد المرجعية الدينية لكتابة الدستور الجديد أو لدعم العملية السياسية مجدداً؟!


ثالثاً:- كان أقليم كوردستان كيان مستقل  قائم بحد ذاته ومنفصل عن المركز حين سقط النظام المقبور  وقد تمكن من فرض شروطه في الدستور 

فمن يضمن أننا لو أردنا أن نكتب دستوراً آخر لا يعمد الإقليم الى فرض نفس الشروط السابقة أو أكثر  وقد أصبح أقوى من السابق وأكثر نزعة للإستقلال


رابعاً:-  المكون السني كان في المرة السابقة عند سن الدستور والتأسيس للعملية السياسية بعد 2003 أضعف بكثير مما عليه الآن.

ولذا فإنه قطعاً سيتقدم بشروط ويفرض استحقاقات جديدة لتأمين مصالحه أكثر.

فياترى كيف سيكون المشهد السياسي حينها؟! 


خامساً:- وضع المكون الأكبر(الشيعة) كان بحال أفضل ويتمتع بمقدار كبير من الوحدة

ويمتلك مشروعية المظلومية التي تعرض لها لعقود طويلة من الزمن والتي أهلته لان يلعب دوراً ريادياً في تأسيس العملية السياسية.

أما الآن وقد حدثت شروخ عميقة بين القوى السياسية الشيعية وأصبح الشيعة 

في دائرة الاتهام من قبل بعض القوى الداخلية والخارجية فإن الوضع قد اختلف تماماً.


سادساً:- حتى ذالك المقدار الضئيل  من الاعتدال الذي كانت تتظاهر به الولايات المتحدة في نظرتها للسنة والشيعة قد تغير جذريا وأصبحت تنظر الى الشيعة

على أنهم وراء تقويض مشاريعها في المنطقة وهي محقة بالطبع.


ولهذه الأسباب وغيرها لايمكن للحديث عن تغيير العملية السياسية أو اجراء التغييرات الجذرية فيها أن يكون موضوعياً خاصة مع غياب الاجماع الوطني على ارادة التغيير نحو الأفضل .

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال