جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف سِفر المجانين وواقع الحل والحال..!

سِفر المجانين وواقع الحل والحال..!

حجم الخط

 

إياد الإمارة ||


في كتاب “المطالعة والنصوص” للدراسة المتوسطة كانت قصيدة الشاعر بدر شاكر السياب “سِفر ايوب” من مواد المنهج الدراسي، لكن صديقنا العزيز في الصف يُصر على أن يسميها: سَفَر أيوب!

وعندما شرح أستاذ مادة اللغة العربية سماحة حجة الإسلام الشيخ طالب لصديقنا الاسم ومعناه الحقيقي بقي الأخير يصر على أنه سَفر وليس “سِفر” وقال: إنها رحلة أيوب الطويلة المريرة!

والسِفر ليس بعيداً السَفر وبكليهما عبرة لمَن يعتبر..

أقول: بحكاية الرجل وبنتيه وزواجهما الذي اضطرهما للسفر!

إذ تزوجت الكبيرة من فلاح يعيش في مكان بعيد، وتزوجت الثانية من حائك يغزل الصوف والقطن و”يحوكه” وبعد مرور عام كامل على زواجهما أشارت أمهما المسكينة عليه بزيارتهما للإطلاع على أحوالهما، فقرر فعلاً السفر وبدأ بزوجة الفلاح “الكبيرة” وبعد السؤال عن أحوالها أجابته: بأن حياتها وزوجها معتمدة على الغيم والمطر فإن نزل الغيث زرعوا وأكلوا وعاشوا، فخرج منها إلى شقيقتها الصغرى زوجة الحائك وبعد السؤال عن احوالها أجابته: بأن حياتها وزوجها معتمدة على شروق الشمس الذي يجفف القطن والصوف ليحوكوه..

فعاد الرجل إلى زوجته وقال لها بالحرف الواحد: “صحو لطمي شمس لطمي”!

سالفتنا على أيوب المسكين، الصابر، المغلوب على أمره، وحيرة صديقنا العزيز وإصراره على أنه سَفر أيوب وليس سِفراً ابداً..

أيوب هذا ليس النبي الصابر المحتسب صلوات الله وسلامه على نبينا محمد وعليه، أيوب هذا هو المواطن العراقي الذي لا يزال القوم في حيرة العنوان ولا يمدوا طرفهم إلى المحتوى المزدحم بآهاته ومعاناته وصرير القيود التي تكبله!

يا صبر أيوب.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال