جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 


الشيخ محمد الربيعي ||

▪️يطالعنا القرآن الكريم بنداءات كثيرة تدعو الإنسان إلى أن يتحمّل المسؤولية المرتبطة بالحياة، على مستوى حركة الرسالة وعلى مستوى حركة المجتمع، وفي مواجهة التحدّيات التي يمكن أن تنطلق لتحاصر الرساليين في أداء رسالتهم، والناس في حرّيتهم، وفي قضاياهم المصيرية العامّة.

▪️إنّنا نجد أنّ القرآن الكريم في نداءاته لا يفرّق بين الرجل والمرأة.

▪️وعندما نقرأ كلّ النداءات التي وردت بعنوان: يا أيّها الناس، أو بعنوان: يا أيّها الذين آمنوا، فإنّنا نفهم منها النداء الموجّه إلى كلّ الناس وإلى كلّ المؤمنين من دون فرق بين الرجل والمرأة.

▪️ولعلّنا نستطيع أن نستوحيَ ذلك، ولو من بعيد، في تأكيد القرآن الكريم، عند تعرّضه للثواب الذي يعطيه الله تعالى للعاملين في خطِّ الصالحات، فإنّ هناك تركيزاً في أكثر من آية على تحديد اسم الذكر والأنثى؛ الأمر الذي يوحي بأنّ كلّ ما تصدق عليه صفة عمل صالح، فإنّ المرأة معنيّةٌ به كما الرجل معنيّ به.

▪️وإنّ الله يثيبها عليه كما يثيب الرجل على ذلك.

▪️من خلال ذلك نفهم أنّ القضايا العامّة في الإسلام مشتركة بين الرجل والمرأة في حركة المسؤولية، تبعاً للطاقات التي يملكها هذا الفريق أو ذاك، إلاّ ما نصّ عليه الإسلام.

ومن ذلك الجهاد الذي أعفى المرأة منه، ولكنّه لم يُحرِّمه عليها، بل ربّما رأينا في أحاديث السيرة النبوية أنّ المرأة تقوم بدور في الجهاد.

▪️فكان لها دور المسعفة والممرضة والساقية للعطاشى، وما إلى ذلك من الشؤون التي تتعلّق بتلبية حاجات الجهاد والمجاهدين قبل المعركة وأثناءها وبعد انتهائها.

▪️إنّنا نعتبر أنّ المسؤولية عامّة إلاّ في ما استثناه الإسلام.

▪️ ومن ذلك الأعمال التي نصّت الشريعة على أن تخصّ بعضها بالرجل، كالقضاء والولاية وما إلى ذلك من الأعمال.

▪️نستطيع أن نستوحيَ ذلك ممّا جاء في قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} [التوبة : 71]؛ حيث اعتبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسؤولية النساء والرجال معاً.

▪️إنّنا قد نجد تأكيداً على مسألة دور المرأة الأساسي في تربية الأطفال وفي رعاية الزوج وفي إدارة الحياة الزوجية.

▪️ولكن ليس معنى ذلك أنّ هذا هو دورها الوحيد، فنحن، مثلاً، في المقابل، قد نلاحظ أنّ الله كلّف الرجل بأن يؤمِّن قوت عياله وبأن يسعى من أجلهم، وبأن يحصِّل الرزق، وما إلى ذلك.

▪️ولكن هذا ليس هو دور الرجل الوحيد، كما أنّ دور المرأة أن تكون ربّة البيت ليس هو دورها الوحيد.

▪️فللمرأة ساحة واسعة تستطيع أن تقوم فيها بمسؤولياتها، في ما يمكن لها أن تتحمّله من مسؤولية في نطاق ثقافتها وفي نطاق طاقتها الاجتماعية التي تملكها، بحيث يمكنها أن تصل إلى نتائجَ كبيرة في ذلك، كما هو دور الرجل في الساحة العامة خارج نطاق مسؤوليته العائلية.

▪️فإنسانية الإنسان: ذكراً كان أم أنثى تتّسع لكلّ جوانب الحياة.

إنّ الإسلام لم يلغِ إنسانية المرأة، ولم يعفِ المرأة من مسؤوليتها.

▪️فنحن، عندما نواجه المسألة من الناحية الشرعية الخاصة، نرى أنّه إذا كانت المرأة تعرف أنّها تستطيع أن تهدي جمهوراً من النساء أو من الرجال، فإنّه يجب عليها أن تقوم بذلك في دائرة إمكاناتها الطبيعية والواقعية، وحتى إِنّها إذا كانت تستطيع توسعة هذه الإمكانات، من دون أن تضغط على ظروفها، فإنّه من الواجب عليها أن تفعل ذلك.

▪️ وربّما تكون المصلحة في أن يكون القيام بهذا الدور الثقافي من بعض مسؤولياتها الخاصة، بحيث تتقدّم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة في بعض الحالات.

▪️ وهكذا نجد أنّ المرأة تستطيع أن تواجه كلّ المواقع العملية المتّصلة بالرسالة وبالحياة، والمتّصلة بالمجتمع بشكلٍ عام، في ما يمكنها أن تقدّمه، سواء على مستوى القضايا الإلزامية التي يجب عليها القيام بها أم على مستوى القضايا غير الإلزامية التي يُستحَبُّ لها القيام بها.

▪️علينا أن ندرس المسألة من خلال النظرة الواسعة التي نستوحيها من دور الإنسان في الحياة، في ما أراد الله تعالى له أن يقوم ببناء الحياة على أساس الخلافة العامّة التي تأخذ من كلّ إنسان طاقته.

▪️ فعلى كلّ إنسان أن يبذل طاقته في المجال الذي يستطيع أن يحرّكها فيه.

▪️إنّ الفكرة التي تحبس دور المرأة في نطاق خاص، أو تحبس دور الرجل في نطاق خاص، هي فكرة غير عملية وغير صحيحة.

▪️وقد اعتاد الناس على أن يجعلوا لكلّ إنسانٍ دوراً بحسب اختصاصه.

▪️ كما نلاحظ أنّ الناس، في بعض المجتمعات الإسلامية، يحصرون دور الفقيه في العمل الفقهيّ، ولا يريدون له أن يتدخّل في الأعمال الاجتماعية أو السياسية من خلال النظرة التي ترى أنّ الدّين لا يتدخّل في السياسة، وربّما يأخذون على المهندس أن يتدخّل في القضايا الخارجة عن اختصاصه إذا كانت لديه إمكانات في تحريك حياته في هذا الاتجاه.

▪️ إنّنا نعتقد أنّ كلّ إنسان يملك طاقات متنوّعة ومتحرّكة ينبغي له، وقد يجب عليه، أن يحرّكها بأجمعها لحياة الناس كلّها بحسب طاقاته وإمكاناته.

▪️وهذا بالنسبة للمرأة قد يكون طبيعياً، لأنّ لها المجال الواسع في ذلك، إذا أحسنت إدارة وقتها واستغلاله كما هو بالنسبة للرجل، لأنّنا نجد أنّ كثيراً من الأمور التي تستهلك حياتنا يمكننا أن نختصرها وحتّى أن نلغيَ جزءاً منها.

اللهم احفظ الاسلام واهله

اللهم احفظ العراق وشعبه

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال