جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

حسين فرحان ||


ثلاثون حلقة سيتم عرضها وفرضها في شهر رمضان المبارك المنزه عن أن يشوب لياليه ذكر أهل السفاح والبغاء.. حلقات تستعرض حياة (الخال!) خالية من الموبقات في واحد من مسلسلات الترقيع التاريخي.. قد أنفقت على حلقاته ملايين الدولارات طلاء وتلميعا وتنميقا..

ثلاثون حلقة ستكون بمثابة ما ابتُدِع ذات ليلة رمضانية فقيل عنه (نعمت البدعة)!.. فهي التي يُرجى منها خلق صورة نمطية في الأذهان بأن ابن من لفظ فوه أكباد الأزكياء (خوش ولد وحباب).. ليقال عنها: “نعمت الحلقات”!!.

ثلاثون حلقة يُرجى منها محو ما أعلنه الكبيسي بأن معاوية مرتد.. أو ما كتبه أسامة أنور عكاشة حول أبناء البغايا وهو يتسائل: “كيف أصبحوا أمراء للمسلمين”؟.. أو ما صرح به عدنان ابراهيم في أكثر من موضع بأن معاوية تلاعب بالدين وأنه خرج على إمام زمانه وما ذكره من انتفاء الحاجة لأحاديثه مستدلا بما قاله ابن الوزير اليماني صاحب العواصم والقواصم..

ثلاثون حلقة سيراهن عليها عشاق ابن هند بأنها ستثبت وتبرهن بأنه قضى من العمر شطرا في كتابة الوحي!! وستتكفل بذلك دقة شاشات العرض وجودة صورتها وصوتها!

إننا نتخيل ابن العاص وهو يتابع المسلسل متعجبا من معاوية وهو يظهر بحلة جديدة لم يعهده عليها حين يراه الزاهد العابد القديس الورع!..وقد يتسائل: هل ستتضمن مقدمة المسلسل شيئا من حوارية الحارثي مع صاحبه حين عيره بالدمامة؟.. وهي حوارية لو وضعت في كفة ميزان ووضع مسلسل الترقيع في كفة أخرى لرجحت كفتها وألقت بحلقاته في مزبلة التاريخ كصاحبها..

“دخل شريك بن الْأَعْوَر الْحَارِثِيّ على مُعَاوِيَة وَكَانَ دميما قَصِيرا فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة انك لدميم والجميل خير من الدميم وانك لِشَرِيك وَمَا لله من شريك وَإنَّك لِابْنِ الْأَعْوَر والبصير خير من الْأَعْوَر فَكيف سدت قَوْمك

فَقَالَ لَهُ شريك يَا مُعَاوِيَة انك مُعَاوِيَة وَمَا مُعَاوِيَة إِلَّا كلبة عوت فاستعوت وانك لِابْنِ حَرْب وَالسّلم خير من الْحَرْب وَإنَّك لِابْنِ صَخْر والسهل خير من الصخر وانك لِابْنِ أُميَّة وَمَا أُميَّة إِلَّا أمة صغرت فَكيف صرت أَمِير الْمُؤمنِينَ ثمَّ خرج من عِنْده وَهُوَ يَقُول

(ايشتمني مُعَاوِيَة بن صَخْر … وسيفي صارم وَمَعِي لساني)

(وحولي من ذَوي يمن لُيُوث … ضراغمة تهش إِلَى الطعان)

(يعيرني الدمامة من سفاه … وربات الْخُدُور هِيَ الغواني)..

كلمة عاشورائية خالدة لا ينبغي نسيانها ستكون حاضرة في الوجدان عندما يحاول البعض تلميع صور الطغاة:

“اِنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ”.


التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال