جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف لسنا كالحمار غباء ولكن لست ادري !!!

لسنا كالحمار غباء ولكن لست ادري !!!

حجم الخط

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||


اصبع على الجرح ..


ما بين الجد وبين الهزل وبين الواقع الذي نعيش حين نكرر المأساة علينا بأنفسنا ونختار لصوص القوم والفاسدين بارادتنا ونتوج الطغاة علينا بغباء عقولنا ونحفر قبورنا بأيدينا فيكون حالنا اسوة بما وصف الثعلب حمارا أمسى فريسة الاسد بحكم غبائه المتراكمة والمتواتر والمترسخة في ذات الحمير حيث جاء في الحكاية ﺃﻥ ﺍﻷﺳﺪ كان ﺟﺎﺋﻌًﺎ جدا ﻓطلب من الثعلب ان يحضر له فريسة كبيرة لتكون له طعاما يإكله .

ﻓرد عليه ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ بأن يمهله ﺣﺘﻰٰ يحضر له ﺣﻤﺎﺭًﺍ ليأكله . ﻭﺫﻫﺐ اﻟﺜﻌﻠﺐ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻤﺎﺭٍ ﻟﻴﺄﻛﻠﻪ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺟﺪ اﻟﺤﻤﺎﺭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﻥ ﺍﻷﺳﺪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻠﻚ ﻟﻠﻐﺎﺑﺔ في حال غيابه ﻓﺎﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺘﻰٰ ﺗﺘﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ. ﺗﻌﺠﺐ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﻨﺼﺐ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰٰ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﻗﺒل ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ، ﺿﺮﺑﻪ ﺍﻷﺳﺪ ﻋﻠﻰٰ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻘﻄﻊ ﺃﺫﻧﻴﻪ ﻓﻔﺮ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻫﺎﺭﺑًا مما دعا ﺍﻷﺳﺪ ليصرخ على الثعلب ﻏﺎﺿﺒًﺎ .. ﺃﺣﻀﺮ ﻟﻲ اﻟﺤﻤﺎﺭ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭﺇﻻ ﺃﻛﻠﺘﻚ !.

ﺬﻫﺐ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ مسرعا ﺇﻟﻰٰ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ووبخه لأنه ﺘﺮﻙ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﺳﺪ لتنصيب ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ، ﻭانه اضاع ﻋﻠﻰٰ ﻧﻔسه ﻫٰﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺼﺐ. ﻗﺎﻝ الحمار كيف ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺒﻨﻲ ﻣﻠﻜًﺎ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻠﻨﻲ فقد ﺿﺮﺑﻨﻲ ﻋﻠﻰٰ ﺭﺃﺳﻲ ﺿﺮﺑﺔً ﺃﻃﺎﺭﺕ ﺃﺫﻧاي !.

ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ : ﻛﺎﻥﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻄﻴﺮ ﺃﺫﻧﺎﻙ ﺣﺘﻰٰ ﻳﻀﻊ ﻋﻠﻰٰ ﺭﺃﺳﻚ ﺍﻟﺘﺎﺝ .. اقتنع ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ وقال ان ﻫٰﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﻣﻌﻘﻮﻝ فهيا ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰٰ ﺍﻷﺳﺪ … ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺪ فهجم ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﻄﻊ ﺫﻳﻠﻪ ، ﻔﺮ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻫﺎﺭﺑًﺎ ﻓصرخ اﻷﺳﺪ على الثعلب الثعلب بان يحضر ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ . ذهب ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ ﺇﻟﻰٰ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﺗﻌﺒﺘﻨﻲ واحرجتتي فلماذا ﺗﻔﺮ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺪ.؟

ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ: ﻟﻘﺪ ﻗﻄﻊ ﺫﻳﻠﻲ ﻭﺃﺫﻧَﻲَّ ﻭﺃﻧﺖ ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﺗﺼﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺒﻨﻲ ﻣﻠﻜًﺎ .؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ: ﻭﻛﻴﻒ ﺗﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰٰ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻟﻚ ﺫﻳﻞ .؟

اقتنع ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ مرة اخرى وقال ﻫٰﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﻭﺻﺪﻕ وذﻫﺐ للاسد مع ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ وما ان وصل حتى اﻧﻘﺾ عليه ﺍﻷﺳﺪ ﻭﻗﻄﻊ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻠﺜﻌﻠﺐ : ﺧﺬ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺍﺳﻠﺨﻪ ﻭﺍﺗﻴﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﺦ ﻭﺍﻟﺮﺋﺔ ﻭﺍﻟﻜﺒﺪ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ! ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ ﻭﺃﻛﻞ ﺍﻟﻤﺦ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻰٰ ﺍﻷﺳﺪ ﻣﺤﻀﺮًﺍ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺮﺋﺔ ﻭﺍﻟﻜﺒﺪ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ فقال ﺍﻷﺳﺪ : ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻤﺦ.؟ اجابه ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﺦ ﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﻄﻌﺖ ﺫﻳﻠﻪ ﻭﺃﺫﻧﻴﻪ !. ﻗﺎﻝ له ﺍﻷﺳﺪ : ﺻﺪﻗﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺜﻌﻠﺐ !.

انتهت حكاية الحمار ولم تنته حكايتنا مع العملاء والادعياء والفاسدين والللصوص فمتى ﻧﺘﻌﻆ ﻭلا نعود فننتخب ﻣﻦ ﺃﺷﺒﻌﻮﻧﺎ ﺫﻟًﺎ ﻭﻣﻬﺎﻧﺔً ونصفق ونهزج لمن يسرق امواتنا ويقتل احلامنا ويبيع اوطاننا ! متى ﻨﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ بعقولنا وارادتنا ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻖ الذي يحفظ لنا كرامتنا وسيادة قرارنا ويحقق لنا حياة حرة كريمة .. متى .؟؟؟؟

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال