د. إسماعيل النجار ||
*بهذا تَمَيَّزَت سَلطَنَة عُمان عن مثيلاتها من دوَل الخليج السِت في سياستها مع إيران؟
(**) حيث تموضعَت سياسياً على ضِفاف الخليج الفارسي بين عَدُوَّين لدودَين، في خصومة شديدة بلغت أشدَّها من صنع أميركا والصهيونية وكانت من طرفٍ واحد كانَ هُوَ البادئ بها، أي “السعوديَة ” “والإمارات” ونظرائهم الخليجيين،
أتَّبَعَت سَلطَنَة عُمان سياسة الوقوف في الوسط على نفس المسافه بين طَرَفَي الصراع لإيمان قيادتها منذ حياة المرحوم “السلطان” “قابوس” بن سعيد بأن سياسة الحياد بالنسبة إليهِم هيَ الأنجَع والأسلَم،
ولأن مسقَط تُدرِك أنَّ ما يُسَوَّق له أميركياً وصهيونياً من أخطار وأطماع إيرانية في دُوَل الخليج هيَ محض إفتراء وكَذِب ولا أساس لها من الصحة وغير موجودة أصلاً،
وثانياً : لأن الخلافات المصطنعه التي مشىَ بها حكام الخليج ضد إيران تصب في مصلحة الكيان الصهيوني حصراً، أي ضد مصلحة القضية الفلسطينية بالمطلق،
وثالثاً : حالة العداء هذه تستنزف القدرات وتستهدف الإقتصاد لتلك الدُوَل جميعها وهذا ما يُسهِل على أمريكا وربيبتها الإنقضاض عليهم، ويطيل بعمر بقاء الهيمنة الأميركية والكيان الصهيوني الغاصب،
رابعاً : سَلكَت سَلطَنَة عُمان هذا الطريق منعاً لنشر ثقافة الكراهية بين مواطني البلاد والجارة الإسلامية إيران،
من هُنا تَرَسَّخَت هذه القناعة الصحيحة التي أولَدَت الثوابت السياسة العُمانية الخارجية ومن خلالها كانت الإنطلاقة، فاستفادت من ذلك دوَل المنطقة ومعهم أمريكا نفسها وجميعهم على حدٍ سواء من خلال إبقاء السلطنة نافذة مفتوحة يُطلون منها على خصومهم من طهران إلى صنعاء فدمشق وكل محوَر المقاومة،
أخرجَت السَلطَنَة نفسها نوعاً مآ من تحت العباءة الأميركية واستطاعت ان تستقل بقرار الحياد عن باقي دُوَل المنطقة بسبب الدور التصالحي الذي لعبته مع كل الأطراف فكانت مصلحة الجميع أن يتجاوب معها، واستطاعت أن تنسج لنفسها علاقات مميزَة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتم بناء ثقة كبيرة بينهما لا يمكن أن تتزحزَح أبداَ،
هذه العلاقة مع إيران كانَ لها الأثر الطيب على دوَل الجوار حيث أضفَت نوع من السلام والطمأنينة بينهما بعدما أجَجَ العدو الصهيوأميركي العداء الطائفي والمذهبي بين بلاد فارس وبلاد نجد والحجاز ودعم تأسيس المنظمات الإرهابية، لكنها بحنكةَ قادة السَلطَنَة وإيمانهم بنقاء نوايا الجارة طهران، وبمعرفتهم بالصهاينة والأميركيين وأهدافهم أستطاعت سلطنَة عُمان تجاوز كافة المطبات بين الأفرقاء المتصارعين وتكريس نفسها نقطة إلتقاء وموضع ثقة وخصوصاً انها تدير ظهيرها إلى طهران وهي مطمئنه ومرتاحة،
فهيَ عَرَّاب المصالحة بين اليمن والسعودية ولها دور كبير في الوساطات بين الأفرقاء فيما يخص الصراع الدائر في سوريا، وبين الرياض وطهران،
بالنتيجة نجحَت في حماية نفسها والنأي عن ما يجري إن كانَ بإختيارها الطريق الذي سلكته أو الذي إختيرَ لها لتلعب هذا الدور،