جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

علي عنبر السعدي ||



ماذا هذه المرّة ؟؟ قراءة أولية –

طالبان من الناحية العسكرية ،اعتمدت تكتيكات (حرب العصابات) والحرب الشعبية ،ضد عدو موجود في بلادها ،ومنتشر بين قواعدها الاجتماعية وركائزها الطائفية ، وحين تتوافر لحرب العصابات قاعدة اجتماعية مهمة ،فإنها ستمتلك ميزات استراتيجية وتكتيكية حاسمة ،تحصل من خلالها على معلومات ميدانية ((طازجة)) عن تحركات العدو واماكن تجمعاته ونوع أسلحته ومواعيد تبديل حراساته ، ولو لجأ العدو الى قواعد عسكرية مغلقة ،فإنه لن يستغني بشكل كامل عن التعامل مع السكان المحليين ،في محاولات استمالتهم من جهة ،ولاستخدامهم في جلب المؤن وما تحتاجه قواتهم من مواد للاستهلاك اليومي .

طالبان التنظيم المتشدد ، الذي ينتمي بمعظمة الى البشتون ،وهم المكون الأكبر في افغانستان مع امتدادته في الحدود مع باكستان ، استغل تلك الميزات التي وفرتها له الجغرافية المساحية ،والجغرافية السكانية معاً ، فأرهق بواسطتهما ((السوفييت)) حتى خرجوا ،ثم استخدم التكتيكات ذاتها مع أمريكا ليخرجها كذلك ،فكيف ستكون معركته مع ايران – ان وقعت – ؟؟

المؤشرات تذهب ان وضع طالبان سيكون مختلفاً ، فايران لن تغامر بالدخول الى عمق افغانستان ،وأقصى مايمكنها الاندفاع نحوه ،هي اراضي الهزارة ، حيث القاعدة الجماهيرية المرحبة بحكم المشترك المذهبي .

كما من المرجح ان يشارك في المعركة ضد طالبان ،جزء مهم من الاوزبك والطاجيك ، الذين هددت طالبان وجودهم ونزعت شرعيتهم ،أو على الأقل سيلتزمون نوعاً من الحياد ولن يندفعوا في القتال الى جانب خصمهم اللدود – طالبان- .

الدعم الخارجي قد تغيرت خارطته كذلك ،فباكستان لن تستطيع التحرك بحرية لدعم طالبان لأسباب عديدة منها التربص الهندي ومشكلة كشمير ،أما دول الخليج ،فليس مؤكداً انها ستراهن من جديد على طالبان لمقاتلة طهران ،بعد توجهات التقارب الأخيرة .

مايبدو مؤكداً ان طالبان سيعاد تعويمها واستخدامها من قبل أمريكا وبريطانيا واسرائيل ، وسيكون هذا المعسكرمتحمساً للدفع بوجه التصادم مع ايران ،مع وعود ب(النصر) الطالباني على العدو الايراني .

وهنا ستنقلب التكتيكات العسكرية بشكل ملحوظ ،فطالبان ستبقى تقاتل على طريقة قتال داعش ،اي اساليب الانتحاريين والانغماسيين والهجمات المحددة على نقاط معينة ، وهذه كلها أساليب مكشوفة عند ايران وقد تمرنت على مواجهتها في قتال داعش – في العراق وسوريا – .

لكن طالبان هنا،ستفتقد الحاضنة الشعبية ، التي يمكنها تعويض خسائرها المحتملة ، وستفقد معها الميزات التي كانت لها في مواجهة السوفييت ومن بعدهم أمريكا .

طالبان مشبعة باديلويجا التشدد ،وهذا يفقدها أهم نقاط القراءة الصحيحة لموازين القوى – السياسية والعسكرية – وستقع بخطأ الحساب كما وقعت داعش ،ومن قبلها صدام حسين ، فهي في قلب منطقة ملتهبة مهددة بحرب عالمية نووية ، ولن يسمح لها بانتصار تحققه على دولة محورية في حلف يشمل ثلاث دولا نووية كبرى – روسيا – الصين – الهند – وكل هؤلاء على حدودها أو قريبين منها ..


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال