جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف من ينقذ هويتي الشروگية من الجفاف؟؟

من ينقذ هويتي الشروگية من الجفاف؟؟

حجم الخط

 

انتصار الماهود ||


• من ينقذ الاهوار

اليوم بمقالي أنا لن أتحدث بعاطفتي المعتادة او بنظرة تجريدية عن موضوع مهم جدا جدا وهو الأهوار سأتكلم اليوم بلغة الأرقام والحقائق التي يلمسها الجميع لأبين للقاريء حجم الحيف والأذى الذي عانى منه سكان الأهوار ولازالوا يعانون منه ليومنا هذا.

اولا: هل تعرف من هم سكان الأهوار ؟؟؟

هم مواطنون عراقيون يسكنون جنوب العراق في منطقة السهل الرسوبي ولقبوا أيضا بالمعدان بسبب السفن الصغيرة التي يستخدموها للتنقل المعدية او المشحوف كما نسميه بالهجة العامية أو نسبة الى قبائل المعادي كما تم تسميتهم في العصر العباسي.

يعتمد سكان الأهوار بمعيشتهم على صيد السمك وتربية المواشي (الجاموس) و زراعة الرز يسكنون بيوت القصب مستخدمين القصب والبردي المتواجد بكثرة في مناطقهم كمادة اولية مهمة لبناء منازلهم المؤقتة والمتواضعة.

وفقا للفرضيات السابقة والتي لم تعتمد على دراسة علمية او رسمية تم نسب سكان الأهوار المعدان الى أصول هندية و إيرانية وهم قدموا من مستنقعات نهر السند وهذا بالطبع ما نفاه الباحث عباس العزاوي في كتابه (عشائر العراق ) كون اصول المعدان ترجع لأجدادهم السومريين أصحاب الأرض وتم تأكيد ما ذكره العزاوي من قبل الباحثة ناديا الزاهري عام 2011 حيث أثبتت دراستها العلمية إن معدان العراق سكان الأهوار ترجع جيناتهم الوراثية بأصولها الي السومريين بنسبة 88.1% وهي نسبة كبيرة جدا ولانهم اقوام تمتد جذورهم لآلاف السنين فقد أهتمت الأمم المتحدة بتضمين سكان الأهوار من ضمن الشعوب الأصيلة عام 1994 والاحتفاء بهم يوم 9 آب من كل عام خصوصل بعد تعرضهم لموجتين من الإضطهاد والتهجير القسري و تجفيف الأهوار على يد النظام الظالم خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.

رغم ان الأمم المتحدة اقرت بكونهم مكون أصيل ولهم الحماية الدولية الا أننا لم نر قانونا محليا يسن ويشرع لحمايتهم داخل بلدهم الأم.

*تشغل الأهوار حوالي مساحة 40 الف كم مربع مساحة مشتركة بين ثلاث محافظات هي ( البصرة، ذي قار، ميسان) .

آخر إحصاء شبه رسمي لعدد سكان الأهوار هو 250 الف نسمة بينما كان العدد ضعف هذا قبل 30 سنة بسبب العوامل التي سنذكرها لاحقا.

من أهم واكبر الأهوار هي( هور الحمّار، هور الحويزة، هور الچبايش، الأهوار الوسطى المشتركة بين البصرة وميسان، السناف، ابو زرك، العدل، الفهود) .

ويعتبر هور الحمار والحويزة أكبرهن مساحة و الأهم من باقي الاهوار ويعتبر لفظ( الچبايش لفظ سومري اصيل الكبيشة او الجبيشة تعني بلغة السومريين الجزيرة المصنوعة من القصب وترسبات الانهار).

يعتمد سكان الأهوار في معيشتهم بالدرجة الاولى على رعي الحيوانات بالذات الجاموس والتي تعتبر بيئة الأهوار الاكثر مناسبة له. حيث تضم أهوار الجنوب لوحدها أكثر من 285 الف رأس جاموس مسجل ضمن العدد الكلي في العراق والبالغ اكثر من 300 ألف، إضافة لصيد السمك و الءي يعتبر مهنة أصيلة لدى سكان الأهوار توارثوها من أجدادهم السومريين وحافظوا عليها لغاية اليوم بل حتى طبخ وحفظ الطعام ترجع اصول طرقهم الى أجدادهم السومريين.

** حملات التهجير القسري والتجفيف للأهوار على يد ازلام صدام.

لقد تعرضت الأهوار الى التجفيف وتقليص مساحتها بمعدل النصف منذ الثمانينات ولغاية يومنا هذا، حيث كانت أولى الحملات لتجفيف الأهوار في ثمانينات القرن الماضي أبان الحرب العراقية الإيرانية تحت غطاء واهن وضعيف وهو درء مخاطر الحرب والتي تسببت بوقتها بقطع ارزاق 50 ألف عائلة وتهجيرها.

أما الحملة الثانية فهي بدأت بعد قمع الإنتفاصة الشعبانية المباركة عام 1991، لم يكتف المجرم صدام بتجفيف الأهوار وتهجير سكانها بل تعداه إلى سوق عدد كبير من أهلها الى مقابر جماعية قضت على حياة الآلاف منهم.

** سابقا كان خطر صدام هو من يهدد أهوارنا أما اليوم فالجفاف المستمر منذ عام 2014 هو الهاجس الأكبر لتهديدهم فقد أثرت الشحة المائية والجفاف بشكل مباشر على معيشة سكان الأهوار فما بين مطرقة الإطلاقات المائية الشحيحة لدول الجوار وسندان الاحتباس الحراري وسوء استخدام المياه وقعت المنطقة فقد شحت الثروة السمكية ونفقت الثروة الحيوانية بنسبة كبيرة جدا وصلت في بعض المناطق ل 80% دون مبالغة منا وحسب شهود عيان من مناطق مختلفة من محافظاتنا العزيزة.

لم يتبق أمام السكان سوى النزوح وهجر منازلهم لأماكن قريبة من الأنهار للمحافظة على ما تبقى من الثروة الحيوانية او مغادرة الأهوار والانخراط في حياة المدينة بعيدا عن جذورهم.

رغم إعلان اليونيسكو للأهوار تراث عالمي عام 2016 وكانت لنا وقفة في هذا الشأن ولنا دور في دعم الأهوار وكان املنا ان العراق سيستفيد من هذا الحدث المهم فحماية الأهوار وموروثها الحضاري والطبيعي من قبل اليونسكو لم يفد سكانها بشيء بل لازلوا يعانون وليومنا هذا من الإهمال ولا نعرف ما هي الغاية رغم وجود الامكانات التي تساعد على الاهتمام بهذه المنطقة وسكانها.

**لابد ان نسأل

من أين بدأت ازمة المياه والجفاف الذي عصف بالعراق وبجنوبه بشكل خاص؟؟

لم تظهر ازمة المياه بصورة جدية إلا بعد عام 2014 حيث ضربت العراق أولى موجات الجفاف بسبب قلة تساقط الأمطار وشحة الأطلاقات المائية من دول الجوار حيث يحصل العراق على مياهه 60% من تركيا 20% من ايران 10% من سوريا إضافة للمياه الجوفية و الأمطار خلال فصل الشتاء.

لم تتورع تركيا تحديدا عن تقليل حصص الإطلاقات المائية للعراق وسوريا وحرمان الدولتين من حقهن في المياه وبنت السدود الضخمة أمثال ( سدي كيبان و أليسو) دون مراعاة اي معاهدة دولية تنظم تلك العلاقة المصيرية وسياساتها المجحفة التي طبقتها بحجة إن المياه ملكها وتعبر حدودها فقط و إن مياه دجلة والفرات ليست مياها دولية.

إن المشكلة لدينا هنا ليست خارجية فقط بسبب التجاوز الجائر على حصة العراق بل داخلية أيضا تتمثل بالإسراف في إستهلاك المياه وعدم بناء سدود إضافية في الجنوب للاستفادة القصوى من هذه الثروة حيث لا زال العراق يُعتبر بلد وفرة مائية وهذا مفهوم خاطيء يجب ان يتغير بسبب عوامل الجفاف والاحتباس الحراري وشحة المياه.

ننوه لنقطة مهمة جدا تتجدد كل فترة زمنية فتح ملف المياه والتفاوض مع دول المنبع من اجل زيادة كمية الإطلاقات ويجب على من يتولى هذا الملف ان يكون شخصية قوية متمكنة ملمة بكل الجوانب لهذا الملف وقادراً على فرض شروطه أمام المفاوض التركي خاصة ان سياسة لي الأذرع لن تفيد بشيء فالورقة الوحيدة التي ربما ينجح العراق بإستغلالها هي الورقة الإقتصادية حيث لا يخفى على الجميع حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا يتراوح بين 12 الى 15 مليار خلال السنين الماضية والتي تنوي تركيا زيادته ل 50مليار مستقبلا وهو رقم ضخم لا يستهان به ومن الممكن المفاوضة عليه امام الاتراك وإرغامهم على ترك سياستهم التعسفية مع العراق.

حسب وجهة نظري القاصرة ربما يكمن حل المعضلة بخطوات محدودة لكن اثرها سيكون كبيرا على المدى البعيد لو تبنتها الحكومات التي تعاقبت على سدة الحكم في العراق وهي:

1. اتباع سياسة مائية ذكية من خلال اتخاذ عدة خطوات وتشريع القوانين التي تحمي الثروة المائية

2. ترشيد استهلاك المياه خاصة في عمليات التنقيب عن النفط والزراعة ايضا واستخدام اساليب ذكية.

3.بناء سدود إضافية وقنوات تحويل في جنوب العراق تساعد على التقليل من هدر المياه والاستفادة القصوى منه قبل وصوله للخليج العربي.

4. الحصول على الدعم الدولي من خلال تدويل قضية الأهوار وجفافها وتوجيه أنظار المجتمع الدولي نحو الكارثة التي حلت بسكان الأهوار .

ربما بمثل هذه الخطوات سننقذ الأجيال القادمة من سكان العراق أبناء سومر فسكان الأهوار معدانها هم ملح الأرض وبذرة الارض الطيبة التي نمن وتجذرت واخرجت لنا طيبا افاض على كل العراق.


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال