جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف ماذا اشترط شيوخ الخزاعل علی الانجليز لإيقاف اندلاع ثورة العشرين؟

ماذا اشترط شيوخ الخزاعل علی الانجليز لإيقاف اندلاع ثورة العشرين؟

حجم الخط

 

د.أمل الأسدي ||

تنقل لنا موسوعة ثورة العشرين بأقلام أجنبية، التي أعدّها  وترجمها الدكتور قاسم الأسدي، تنقل لنا مشاهد تعامل الانجليز مع ثورة العشرين، ومحاولاتهم  إخمادها، عن طريق تهدئة الأوضاع مع شيوخ العشائر ريثما تصل القوات الإضافية من الهند، ولاسيما بعد مقتل النقيب

” بارلوا”  والملازم “ستيورات” في تلعفر،  وقد أدرك الانجليز أن اشتعال نيران الثورة في الفرات الأوسط لارجعة فيه، وأنه لابد من تلبية مطالب رجال الدين الشيعة، وشيوخ العشائر والاتفاق معهم ريثما تصل التعزيزات، لهذا انسحب الجيش البريطاني والسلطة المدنية من النجف، خوفا من انطلاق الانتفاضة واشتعال الثورة في فرقة الشامية.

وبناءً علی ذلك التقی نائب الحاكم السياسي النقيب”جي اس مان” والرائد نرو بيري” بمجموعة من مشايخ قبيلة الخزاعل، طالبا منهم وقف الانتفاضة في ناحية الشامية، فوضع شيوخ الخزاعل مجموعة من الشروط مقابل إيقاف الانتفاضة وهي :

١-  الاستقلال التام للعراق.

٢- وقف الأعمال العدائية في الرميثة وغيرها.

٣- إبعاد الوجود العسكري للقوات البريطانية و الوجود السياسي ـ أيضا- عن نهر الفرات.

٤- الإفراج عن نجل الزعيم المجتهد” الشيرازي” والسجناء الآخرين من كربلاء والحلة.

فوجئ النقيب” مان” بهذه الشروط، إذ لم يكن هو السلطةالبريطانية  الرفيعة المستوی التي تتمكن من التفاوض علی هذه الشروط، ولكنه أظهر استعداده لتلبية هذه المطالب!

ولكنّ شيوخ الخزاعل أعلنوا عن إلغاء هذه الشروط تماما، وأنهم سيمضون في الثورة؛ وذلك بعد سماعهم بالتصعيد البريطاني العدائي والانتقام الوحشي  من قبائل الرميثة، إذ قاموا ومعهم شيوخ آل فتلة بتحشيد رجال القبائل ومحاصرة الحامية البريطانية في أبو صخير(بين الشامية والنجف الأشرف) ونتيجة لضغط  الحصار علی البريطانيين؛ اضطر النقيب” مان” للتفاوض مع شيوخ الخزاعل طالبا منهم  السماح بانسحاب الحامية المحاصَرة، وقد وافق شيوخ الخزاعل والقبائل الأخری علی انسحاب الحامية،فانسحبت الحامية وانضمت الی الحامية الموجودة في الكوفة.

ولكنّ السماح بانسحاب الحامية الانجليزية كان بشرط؛ وهو إيقاف أي عمل عدائي من البريطانيين، وأي عمل من القبائل ريثما يتم التوصل الی اتفاق يقر بإقامة دولة عراقية مستقلة عن التدخل البريطاني.(١)

كانت هذه الشروط وهذا التفاوض عام1920م، كانت الشروط مختزَلة ومُكثَّفة في آن واحد، إذ لخصوا مطالبهم بنقاط محددة وفيصلية واضحة، وكان تفاوضهم منظما، ينم عن قوةٍ ويعكس الاعتزاز بالذات، وهو  تفاوض يتفوق علی مفاوضات اليوم، ويتفوق علی مفاوضي اليوم وشهاداتهم ولجانهم المُكلِفة التي تحمل حقائبها وترحل الی المحتل بنفسها لتفاوضه!

بينما في عام 1920  كان المحتل يأتي بنفسه باحثا عن وسيلة تمكنه من الانسحاب!

وهذا يدل علی أن هناك أمرين يحققان التفوق  واخضاع المحتل وطرده وهما: القوة ووحدة الصف!!

ـــــــــــــــــــــ

١- ينظر: موسوعة ثورة العشرين بأقلام أجنبية، ترجمة  د. قاسم الأسدي، الجزء الخامس:الإدارة البريطانية في العراق وتأثيرها على ثورة العشرين، رافائيل رينيه أورتيغا فابال: 161- 165

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال