قيس العجرش ||
في التسعينيات، حضرت عرساً لأحد الأصدقاء. الامكانيات بسيطة، والعرس في حديقة البيت والشارع. والطبخ من المنزل، و (فرقة عازفة) شبابية محلية تحيّ الحفل الشوارعي ،وهو أمر معتاد في ذلك الوقت، وربما لغاية اليوم، الفرق إنني لم أعد احضر أعراساً لا في الشارع ولا في قاعة.
في وسط الحفل الصاخب المليئ بالشباب، توقف العزف فجأة، وصار هناك نوع من الصمت، وتعالت بعض الاصوات بما يشبه المشاجرة، لكنها لم تتفاقم، واستؤنف العزف والموسيقى.
الموضوع وما فيه، ان هناك مجموعة من الشباب، من الذين يرتدون ملابس غريبة (مفرطة في الفنطازية) دخلوا الى العرس، الذي هو في الشارع اصلاً، وبدأوا يرقصون رقصات استحواذية غريبة وغاية في حركات الشعوذة..وبدأت التساؤلات ، من هؤلاء؟.
وتوقف العرس للاستفسار، ..وسرعان ما اتضح انهم (متبرّعون)!…هوايتهم اللف على الاعراس ، وممارسة رقصاتهم الفنطازية، ثم يكتفون ببضعة لفات كص و بعض الشربت. وفي العادة، يكون اهل العرس ممتنين منهم، باعتبارهم (ما قصروا)…ثم يختفون بعد(ضرب) العشاء، مهما كان بسيطا.
اما الفرقة فقد توقفت عن العزف، لأن أحد الراقصين بدأ يستلم (نكوط)، بضعة اوراق نقدية من الحاضرين على سبيل الامتنان، معتقدين ان هؤلاء الراقصين هم (One Package) مع الفرقة، وهنا حصل الخلاف.
الواقعة انتهت على خير في حينها.
لكن الممارسة لم تنته..
السوشيال اليوم فيه نسخ مطابقة لأولئك الراقصين المتبرعين.
مهمتهم اللطم والرقص من أجل اداء رقصة واضحة المعالم،، وواضح تماما من هو (الأسطة) الذي أصدر تعليماته بها.
مهمة هؤلاء تشبه(القنابل الدخانية) التي تطلقها الدروع في الحرب. المهم ان تشتت الموضوع.
احدهم، صارله 12 يوم يدك منشورات عن معبر رفح، ولماذا لا تفتحه مصر…هو يتساءل لأن الأسطة أشار إليه ان القضية يجب ان تتحول ، من (قتل جماعي)، الى معبر يفتح ويغلق، وكأنه مع افتتاح المعبر، تكون الدولة القنادرية قد استجابت لمطالب المجتمع الدولي، وقد امتنعت (اثناء الافتتاح) عن ضربه، ….انتظروا اقل من 24 ساعة، وستعاود دولة القنادر ضرباتها قرب المعبر.
وسيعاود الراقصون المتبرعون، الانخراط في واجبهم.