جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف لمناسبة مولد الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام ..

لمناسبة مولد الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام ..

حجم الخط

 

سميرة الموسوي


الزهراء.. رائدة جهاد التبيين النسوي في الاسلام .

هذه السيدة المحمدية العلوية الأبهى أم أبيها الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم سجلت في قلب التاريخ ريادة بالغة السمو في جهاد التبيين من خلال منهجها التربوي الذي أنبت أعظم رجلين في التاريخ الاسلامي بعد جدهما النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأبيهما إمام المتقين عليه السلام ، وهما الامامان الحسن والحسين عليهما السلام ، وتسامى نباتها الحسني الحسيني مُسَدّدا بعناية رب العزة تبارك وتعالى حتى تغلغل في الدنيا منارا ونبراسا للاحرار ضد الطواغيت والاذلاء .

__ وآنذاك لم تكن هناك دور حضانة ولا رياض أطفال ولا مدارس بكل مستوياتها التعليمية وكذلك لا توجد دراسات بعدها بكل أنواعها ومستوياتها كما لا توجد دروس خصوصية ولا ملزمات ولا مدارس أهلية ،ثم لا توجد أطايب الطعام صباحا توضع في حقائب الطلاب مع مصروف جيب لإنفاقة في حانوت المدرسة ، لقد كانت السيدة أم أبيها تقوم بهذه الادوار التعليمية والتربوية كلها مع تعاون مثالي مع زوجها إمام المتقين ، فهي المثلث التربوي ( المعلم والمدرسة والمنهج ) كما يوصف اليوم ، فهي التي تعتني بتهيئة متطلبات الحياة اليومية لأسرتها ذات الخصوصية الفريدة ، وزوجها المشغول بمهام إرساء قواعد الاسلام لكي لا يحدث أي ثلب فيها طالبا منهم أن يؤصلوا إيمانهم بقوة وهو يقول ( لو تكشَّف لي الحجاب لما إزددت يقينا ) ثم يحثهم بقوله( لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه ) وكان مضمون هذا القول في مقدمة مفردات المنهج التربوي الفاطمي .

__ السيدة البضعة من أبيها إستطاعت أن تمزج بين سجايا أبيها الربانية الرسالية وبين سجايا زوجها وهو قرآن يمشي على الارض لتؤسس لمنهج تربوي يتعذر أن نَصِفَهُ بإختصار إلا إذا إطَّلعنا على سلوك ثمرة تربيتها المسددة بعون الله والمباركة من أبيها الرحمة المهداة والمؤيدة من سيد البلغاء وحامي عماد الدين ،اللَذَين أعدتهما للخلود في الحياة بالاستشهاد لينتصر الدم على السيف خلافا لمعادلة الحرب على مر العصور … وحين تفجر طوفان الاقصى ومعارك غزة المجيدة فقد كانت مصداقا عالميا عمليا حديثا على تفرد المنهج التربوي الفاطمي بتخريج أبطال الحق والحرية الباذلين الارواح بكرم بالغ .

__ هذا الكم الهائل من المواقف الحسينية السامية هي نتاج الكم الهائل من الجهود الفاطمية لإنفاذ منهجها التربوي في الحق والحرية والعدالة والكرامة الانسانية .

__ هنا كمنت ريادة الصدّيقة أم ريحانتي رسول الله في جهاد التبيين فقد قالت وكتبت دفاعا عن الحق من خلال منهجها التربوي ، ومن خلال كل جهاد الامامين التبييني في القول والكتابة ضد الاعداء ؛ إذ إن جهاد التبيين هو ( كل جهد يبذل لتنوير فكر الناس ويحول دون الانحراف ويمنع سوء الفهم ويكون في مواجهة العدو فإن هذا الجهد يعد جهادا) .

__ أما الجهاد التبييني الفاطمي من خلال الخطابة فقد كان ولم يزل أعظم ما قيل من كلام حق بوجه الطواغيت ، وجاء ذلك في خطبتها الفدكية التي دللت على عمق الفكر الفاطمي وتدبره للقرآن الكريم .

… ألا إن اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ..


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال