مازن الولائي
مما يثلج القلب أن كل شيء في هذه العقيدة المباركة التي تنتهي مصادر معارفها بالمعصومين عليهم السلام، عقيدة لم يترك شيء من شؤونها لا صغير ولا كبير إلا بمقادر وتخطيط له علة وقصد عقلائي. ومنها أجساد ذات العترة الطاهرة عليهم السلام، حيث هذا التوزيع المخطط والخرائط المقصودة في تناثر مراقدهم بين النجف، وكربلاء، وسامراء، والبقيع، وإيران وهكذا، لابد من قصد ودلالة بيّنها وكشف عن مخطّطها المسبق حوار الإمام الرضا عليه السلام والشاعر دعبل الخزاعي حيث أخبره الإمام عن مكان مدفنه، وهو أرض طوس يوم قال:
وقبر بطوس يا لها من مصيبة
ألحّت على الأحشاء بالزفرات.
قال: قبر من هذا قال: قبري.. وهنا حلُّ احجيّة أماكن وجغرافيا المعصومين عليهم السلام على تفصيل ذكرته في بحثي المتواضع “جغرافيا المراقب، سياسة وعقائد” ومن ذات هذه المقدمة اقتبس مكان شهادة مثل الحاج قا-سم سليم|اني وكان سهلا يسيرا أن يستشهد في كل البلدان التي عمل بها وهي كثيرة جدا، لبنان، سوريا، اليمن، غز-ة، أفغانستان، ودول كثيرة جدا، كان سهلا أن يكون استشهاده بها! لماذا العراق وأرض العراق؟! وباعتبار أننا نؤمن بالقصدية العقلائية والفائدة المتوخاة من كل حدث إسلامي في طريق الجهاد، فما بالنا في مثل الدماء الطاهرة للحاج قا-سم سليم|اني العارف العملي والمجاهد منذ صغر سنه والتكليف؟! إذا لابد من مصلحة وقد تكون تلك المصلحة تقوية لتلك العلاقة المطلوب تقويتها بين شعبي التمهيد، وما الذكرى الرابعة التي تم إحيائها في عشرات الأمكنة في طول العراق وعرضه إلا دليلا ومعضّدا على اشرفية فكرة الأحياء بتأثير مكان الاستشهاد وهو العراق وأرض العراق التي تعتبر ذلك المكان شاهدا على جريمة ستبقى الأجيال تحّييها على أنها غدرة وجريمة لضيف كان كل شيعي ذي بصيرة يعشقه ويثمّن جهاده..
“البصيرة هي ان لا تصبح سهما بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر ..