جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف ماذا لو أعيد بناء قبور البقيع ؟!

ماذا لو أعيد بناء قبور البقيع ؟!

حجم الخط

 

محمد مكي آل عيسى ||


قبور أئمة البقيع ع أقيمت وشيّدت . . أم هدمت وعفيت !

قد يقول القائل لن يؤثر ذلك على ساكنيها الأئمّة الأطهار ع فلن ينقص ذلك من شأنهم شيئاً ! . . نعم هذا صحيح لن ينقص من مكانتهم (ع) وشأنهم أبداً . .

فلماذا إذاً ذلك الاهتمام والتركيز من أتباع أهل البيت ع على أهميّة إعادة بنائها وتشييدها ؟! وهل يحتاج ذلك ساكنوها ؟! فلتبق على ما هي عليه ! أين المشكلة في ذلك ؟!

أسئلة حتى نجيب عليها لِنَطُفْ على جنح الخيال لنرى ما الذي سيحصل لو أعيد بناء قبور أئمة البقيع ع لتعود شاخصة مرّة أخرى ؟

بداية سينفق شيعة أهل البيت ع ما يتمكنون منه لبناء هذه الأضرحة حتى لا تغدو أقل من مثيلاتها أضرحة باقي الأئمة ع وبذلك سيكون بناءً جذاباً ببريق ذهبه وفضته يخطف أنظار كل من يتوجه لزيارة قبر النبي ص من الحجاج والمعتمرين المخالفين لأهل البيت ع فيثير المنظر التساؤلات في نفوسهم ما هذا البناء ؟ ولمن هذه الأضرحة ومن هم أئمة البقيع ولماذا يهتم بهم أتباعهم هذا الاهتمام البالغ فيُفتح بذلك بابٌ جديدٌ لمعرفتهم ع .

ولن يكتفي حينئذٍ شيعتهم بزيارة مختصرة لا تزيد على الساعتين في اليوم الواحد وسيطالبون بتمديد وقت الزيارة وجعله مفتوحاً ، بل سيزداد عدد الزائرين للمدينة المنورة ولمقبرة البقيع حيث أن لكل إمام مناسبتين : ولادة وشهادة ، واتباعهم لن يتركوا هذه المناسبات من دون إحياء لها فهم يرفعون شعار ( أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا ).

ولو حسبنا فأئمة البقيع ع أربعة وتلك مناسبات ثمان بالقليل ولن يكتفي أتباع أهل البيت ع بذلك بل سيحيون ولادة الزهراء ع هناك وسيقيمون مجالس عزائها وفق الروايات الثلاث ولن يتركوا ذكر أم البنين ع وهلمّ جراً . . ولا بد عند ذاك ستقام مواكب الإطعام تزهو بالخدّام هناك على مدى السنة وستسمع من يصيح بأعلى صوته مكرراً (شاي أبو محمد) قاصداً كريم أهل البيت ع الإمام الحسن .

نعم ستظهر مدينة رسول الله ص بهويتها الحقيقية ( مدينة جدّنا ) وسيحتك المسلمون من كل مكان بالعالم بالشيعة وسيعرفون كرمهم وعطاءهم وحبهم للإسلام ولآل بيت الرسول الكرام بعد أن شوّه صورتهم الإعلام السفياني على مدى التاريخ حتى اعتقد بعض السذّج أن الشيعة مخلوق آخر ليس من البشر بسبب ما أملاه عليهم شيوخ الفتنة والضلال.

وسيجدون أن القرآن الذي يحمله الشيعة هو نفس قرآنهم بل مطبوع في مطابعهم وسيرونهم يتجهون نحو نفس قبلتهم وسيسمعون أدعيهم ومناجاتهم وستكون المدينة المنوّرة بوابة للمسلمين للالتحاق بركب أهل البيت ع

نعم إنها صفة خاصّة بطيبة التي طيبها الله بطيب رسوله ص فالمسلمون المخالفون لأهل البيت ع في العالم لن يقصدوا مدن الشيعة ككربلاء والنجف ومشهد لن يحتكّوا بهم ولن يقرؤا عنهم ولن يتابعوا فضائياتهم ولا مواقعهم ولا ولا . . ليس عندهم دافع لذلك إضافة للتوجيه الذي يحذرّهم من ذلك ليل نهار . . لكنهم يقصدون يثرب التي فيها قبر رسول الله ص طواعية قصد زيارته ص عندها ستكون أضرحة أئمّة البقيع ومن حولها من شيعة أهل البيت ع واقعاً ينبض بالحياة جذّاباً في مظاهرة لابد لهم من مقابلته وجهاً لوجه.

نعم فحتى قبورهم ع التي هي قبور بين القبور ( وقبوركم في القبور) تنادي وتصرخ في كل حين تحمل رسالة معطاءة وضّاء تدعو لنهجهم وخطهم وإلى الصراط المستقيم

وهنا يظهر لنا سبب طمس هذا المعلم ، يظهر لنا لماذا العداء نحو هذه المراقد المقدسة ، لن يبنوها ولن يسمحوا ببنائها لأنها ستكون عاملاً جديداً من عوامل الاستبصار والانخراط في نهج محمد وآل محمد (ص) الطيبين الطاهرين.

ولن يبقى هذا الباب مؤصداً فـ ( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ) ولابد من يأتي ذلك اليوم الذي يعود هذا الدور الفاعل لأضرحة أهل البيت ع إن لم يكن على أيدي المؤمنين فسيكون على يد صاحب الامر ع ولن يكتفي ع بذلك حتى يُظهِر قبر الطاهرة البتول ع ليكون رمزاً آخر يحكي ظليمة أخرى ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة وليعلم المسلمون بل العالم أجمع فضل محمد وآله ع وخسارة تضييع نهجهم واتباع من لا يهدي للحق إلا أن يهدى . والحمد لله رب العالمين


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال