الشيخ حسن النحوي ||
#السؤال: ماهي العقيقة وما هو فرقها عن الاضحية وما هي أهم الاحكام التي تتعلق بالعقيقة والاضحية لانها من المسائل الابتلائية في المجتمع وبالخصوص عند قرب حلول عيد الأضحى المبارك ؟؟؟
#الجواب: العقيقة اسمٌ يُطلق على ذبحِ كبشٍ عن المولود الجديد، سواء كان هذا المولود ذكراً ام انثى قربةً الله تعالى.
وهي من المستحبات الأكيدة، فورد أنّه يستحب أن يُعقّ عن المولود في اليوم السابع من ولادته، وإن لم يُعق عنه في صغره فيستحب أن يَعق هو عن نفسه بعدَ كبره بل تستحب العقيقة أيضاً حتى بعد موته بأن يقوم الورثة بذلك، نعم اذا ضحّى الورثة عن ميتهم فذلك يجزي عن العقيقة كما ورد .
ويستحب أن تكون العقيقة من جنس المولود، فالذكر يُعق عنه بذكر والانثى بانثى.
ويستحب أن تكون العقيقةُ سمينةً وخاليةً من العيوب، وأن لا يكون عمُرها أقلّ من سبعة أشهر في الضأن(الخروف).
ويكره أن يأكل منها الاب والام، والأفضل أن تُقطّع وتوزع على المحتاجين.
وما أُشتهر بين أكثر الناس لفُّ العظام بخرقة بيضاء ودفنها، فإنه من البدع والخرافات بل يحرم هذا الفعل لانه يدخل في عنوان التبذير المحرم فالعظام يمكن أم يُنتفع بها وتنفع الميت أيضاً.
ولا يجزي عن العقيقة التصدق بثمنها بل لابدّ أن يسعى في شرائها وذبحها.
ويستحب عند الذبح أن ينوي القربة لوجه الله عن المولود الفلاني وأن يقول(بسم الله وبالله اللهم عقيقةٌ عن فلان اللهم تقبل هذا اللهم صل على محمد وال محمد)..
وتتفق الاضحية مع العقيقة في كونها من المستحبات الأكيدة، وأنّ العقيقة والاضحية لهما الأثر الاجتماعي الكبير وهو التكافل بين المسلمين حين يُعطى اللحمُ الى الفقراء والمحتاجين لما وَرَدَ (إنما جعل الله ذلك لتشبعَ مساكينكم من اللحم فأطعموهم) بل كان رسول الله (ص) يُضحّي بكبشين يَذبح واحداً بيده ويقول: اللهم هذا عني وعمّن لم يُضحِ من أهل بيتي، ويَذبح الآخر ويقول: اللهم هذا عني وعمّن لم يُضحِ من امتي..
ولكن تختلف الأضحية عن العقيقة بأمور:
1/ الاضحية تكون عن الميت في الغالب وتجوز للحي أيضاً، بينما العقيقة تكون عن المولود الجديد في اليوم السابع، وتمتد بعد ذلك طول العمر، وتجزي الأضحية عن العقيقة وإن لم ينو العقيقة..
2/ الأضحية تكون في عيد الاضحى بعد طلوع الشمس ويمتد وقتها الى يومين بعد العيد، بينما العقيقة تكون في اليوم السابع من الولادة.
3/ العقيقة تكون مرةً واحدةً في العمر، وأما الاضحية فتُستحب في كل سنة لما ورد أنّ أمير المؤمنين(ع) كان يضحّي عن رسول الله(ص) في كل سنة.
4/ يجوز أن يضحّي بواحدة عن عدة اشخاص بل يجوز أن يشترك اثنان أو اكثر في شراء أضحية، بينما في العقيقة لا يصح ذلك فيها.
5/ العقيقة لا يجزي التصدق بثمنها، بينما يجزي ذلك في الاضحية وإن كان الافضل تركه.
ولعظيم ثوابها ورد استحباب الإقتراض لاجل أن يضحّي، وورد أنه يكره أن يضحّي بما ربّاه بيده من الأنعام بل الأفضل أن يشتري غيره ويذبحه.
عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قلت ما علة الأضحية ؟ فقال أنه يغفر لصاحبها عن أول قطرة تقطر من دمها على الأرض وليعلم الله عز وجل من يتقيه بالغيب قال الله عز وجل لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ) ثم قال أنظر كيف قبل الله قربان هابيل ورد قربان قابيل .وسائل الشيعة ج14 ص 207 .
وعن رسول الله (ص) . أنما جعل الله هذا الأضحى لتشبع مساكينكم من اللحم فأطعموهم . وسائل الشيعة ج 14 ص 205.
ــ عن علي (عليه السلام ) : أنه قال لو علم الناس ما في الأضحية لأستدانوا وضحوا أنه ليغفر لصاحب الأضحية عند أول قطرة تقطر من دمها . وسائل الشيعة ج 14 ص 211.
وهناك أخطاء شائعة بين الناس ينبغي التنبيه عليها:
1/ يتصور البعض أنه لابد من قراءة كلمات معينة على السكين قبل الذبح وتسمى(مشاورة السكين) وهذه ظاهرة لا صحةَ لها في الشريعة أساساً.
2/ مسألة جمع العظام ودفنها..وهذا أمرٌ باطل كما قلنا.
3/مسألة أن يكون مقبض السكين من حديد، وهذا أيضاً لا صحة له.
4/ والبعض يقوم بلطخ رأس الصبي بدم العقيقة، وهذا من عمل الجاهلية بل وصفته بعض الروايات انه من الشرك وإِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ.
5/ ومن الامور الخاطئة جداً أن تُدفع أموال العقيقة والاضحية من أموال غير مخمسة، وهذا مما يؤسف له جدا، فكيف نترك الواجب ونهتم بالامور المستحبة التي لا تجزي عن الواجب.
فهذه أهم الاحكام المتعلقة بالعقيقة والاضحية وللمزيد مراجعة المصادر الموسعة في ذلك وما ذكرناه كافٍ للغرض ان شاء الله تعالى…
…………
فلتذهب جميع الفلسفات المادية الى الجحيم
سرّ السعادة يكمن في هذه الكلمات المختصرة من دعاء ابي حمزة الثمالي : (( أَللّهُمَّ أعْطِنِي السَّعَةَ فِي الرِّزْقِ، وَالأَمْنَ فِي الْوَطَنِ، وَقُرَّةَ الْعَيْنِ فِي الأَهْلِ وَالْمالِ وَالْوَلَدِ، وَالْمُقامَ في نِعَمِكَ عِنْدي، وَالصِّحَّةَ فِي الْجِسْمِ، وَالْقُوَّةَ فِي الْبَدَنِ، وَالسَّلامَةَ فِي الدّينِ، وَاسْتَعْمِلْني بِطاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَبَداً مَا اسْتَعْمَرَتْني )).