جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف أزمة التجنيد في جيش الاحتلال الاسرائيلي..!

أزمة التجنيد في جيش الاحتلال الاسرائيلي..!

حجم الخط

 

ماجد الحداد ||


بعد اندلاع الحرب مع غزة ، و فتح الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة ، شهدَ الشارع الإسرائيلي انقسامًا شديدًا على كافة المستويات ، استقالات بالجملة في الحكومة و مجلس الحرب ثم حلّ المجلس ، تظاهرات يومية لأجل عودة الأسرى و القبول بصفقة التبادل أو لأجل إقالة نتنياهو ، و سعي الحكومة الاسرائيلية لسد نقص المجندين في الجيش ، و هذه من المشاكل التي يعاني منها الكيان منذ عدة أشهر .

قانون التجنيد أو الخدمة العسكرية في إسرائيل هو تجنيد إجباري للرجال و النساء من سن الثامنة عشر ، 24 شهرًا للنساء ، و 36 شهرًا للرجال ، باستثناء طلبة المدارس الدينية اليهود ، و ينقسم الجيش الى قوات نظامية و قوات احتياطية .

القوات النظامية تقدّر بـ 173,000 جنديًا ، أما قوات الاحتياط يفوق تعدادهم 465,000 جنديًا .

بعد انتهاء الخدمة العسكرية ، يُستدعى جنود الاحتياط الذين خدموا سابقًا سنويًا بمدة 40 يوم تقريبًا ، لتلقي التدريبات و ابقائهم تحت الجهوزية ، هذا النظام يتم في الأوضاع الطبيعية ، و ليس في ظل الحرب .

كان هناك مشاكل كبيرة بشأن التجنيد الإلزامي ، و لكن لم تتفاقم هذه المشاكل ، أما بعد الحرب إزدادت حدة الخلافات في المجتمع الاسرائيلي ، و منها :

1 – المتدينون اليهود (الحريديم) :

بعد عقد المؤتمرات الصهيونية لإقناع يهود العالم بالهجرة الى أرض فلسطين ، كان هناك فئة من المتدينيين اليهود من المعارضين لقيام دولة إسرائيل ، بحسب ما ورد في المعتقدات اليهودية بالأسفار الخمسة (التوراة) ، إذ حُرِّم عليهم العيش في فلسطين بعد إجلائهم منها .

ثم عرضوا عليهم القبول و العيش بالدولة ، و إعطائهم نفقات مالية مقابل التفرغ للدراسة الدينية ، و الانعزال ، و الدعاء لعودة المسيح المُخلّص لهم ، فاجتهدوا بفتوى (التعجيل بالخلاص) من الحاخام الأكبر ، صاحب الكلمة العليا .

فأستخدم دافيد بن غوريون (أول رئيس وزراء اسرائيلي) بندًا في القانون لإعفاء طلبة المدارس الدينية من التجنيد ، فأثار هذا القانون امتعاض المجتمع العلماني في إسرائيل ، فشعروا بأنه لا يوجد مساواة بين المجتمع ، فأصبحت فئة تعمل و تؤدي كل واجباتها و تخدم في الجيش إجبارًا ، مقابل فئة تأخذ حقوقها الممنوحة لهم مجانًا بدون أي عمل يُقدّم .

كان تعدادهم عام 1950 يقدر بحوالي 400 نسمة ، و لكن بمرور الوقت و زواجهم المبكر ، و لا يخضعون لقانون إنجاب ، فمعدل الولادة عندهم 4 أطفال ، فأصبحوا يشكلون اليوم 13‎%‎ من المجتمع الاسرائيلي ، أي حوالي أكثر من 1,200,000 نسمة .

في حين يتزوج العلماني بعمر 35 سنة تقريبًا ، و يُنجب 1.5 طفلًا .

سعت الأحزاب العلمانية في اسرائيل الى سن قوانين و تشريعات صارمة يجبرهم على الخدمة العسكرية ، و لكن بالمقابل شكّل المتدينون أحزابًا سياسية ، مثل حزب شاس (يهود الشرق) ، و حزب يهودوت هتوراة (يهود الغرب) ، أهداف هذين الحزبين هي خدمة المتدينين ، من زيادة امتيازاتهم ، إعفائهم من خدمة التجنيد ، زيادة مخصصاتهم بأفضل الخدمات مجانًا على حساب بقية مكونات المجتمع .

دائمًا يتم طرح قانون التجنيد و تعديل بعض الفقرات ، و لعدم حاجة إسرائيل الى المجندين سابقًا ، لَم تُجبر الحكومة الحريديم على التجنيد خوفًا من إنسحاب الأحزاب الدينية .

صوّت الكنيست في شهر حزيران الحالي لصالح إستمرار العمل بقانون التجنيد السابق ، و يعفي شباب الحريديم من الخدمة العسكرية ، فقوبل هذا القرار بامتعاض بيني غانتس (زعيم حزب المعارضة) ، و يوآف غالانت (وزير الدفاع) ، و رفض اطراف عديدة ، فأطلق عليه يائير لبيد (رئيس الوزراء السابق) ، و آخرون بـ(قانون التهرّب) ، فعمّق من الانقسام بإسرائيل ، فنشر موقع (حدشوت بزمان) العبري ، قائلًا : ” من الآن فصاعدًا ، سأكتب عن كل جندي يسقط في المعركة ، مات من أجل نتياهو و المتدينيين ” .

تتزايد الضغوط لتجنيد الحريديم باستمرار من الأحزاب العلمانية ، خصوصًا بعدما دعا مؤخرًا يوآف غالانت لتمديد الخدمة العسكرية ، ثم خرج بعد ذلك مئات الحريديم احتجاجًا على محاولات تجنيدهم .

و علل غالانت سابقًا الحاجة الضرورية الى التجنيد العام قائلًا : ” نحن أمام سنوات طويلة من الحرب ” .

2 – مشاكل المجتمع العلماني في إسرائيل :

فضلًا عن الشعور بالتمييز و انعدام العدالة بين الاسرائيليين ، يواجه جنود الاحتياط صعوبات إقتصادية كبيرة ، و أمراضًا نفسية بسبب إطالة أمد الحرب ، و مدة الخدمة المفروضة عليهم .

الجندي النظامي بعد انتهاء خدمته ، يتم استدعاءه سنويًا للخدمة العسكرية كجندي احتياط مجانًا ، مقابل تركه لعمله أو وظيفته . الآن أصبحت المدة تفوق 80 يومًا ، و قد أُستدعي بعد السابع من اكتوبر أكثر من 360,000 جنديًا مباشرةً ، و بعد انتهاء خدمتهم الطويلة ، تم استدعائهم مرةً أخرى ، فأصبحت خدمة بعضهم 160 يومًا .

الجندي النظامي حينما تنتهي مدة خدمته ، و يتحوّل الى جندي احتياط بالجيش ، فإنه يكون شخصًا موظفًا حكوميًا ، أو صاحب عمل بالقطاع الخاص .

هذا الاستنزاف بدأ يُلقي بظلاله على السوق الاسرائيلي ، و بدأ يحصد أرواح الجنود ، و تجاوز عدد المعاقين عتبة 70,000 ، و خسائر مالية ، و مشاكل نفسية و أُسرية .

كشف تحقيق أجرته صحيفة (كالكاليست) الإسرائيلية عن تذمّر حاد يسود في أوساط جنود الاحتياط جراء طول مدة الخدمة ، و العمل لساعات طويلة خلال اليوم ، و التمييز بين الجنود في تحمل الأعباء .

و نقلت الصحيفة عن ضابط احتياط بسلاح المدرعات قوله : ” أواجه الآن مشكلة في العودة إلى العمل ، لقد نسيت الأشخاص الذين أعمل معهم ” .

و أشارت تقارير صحفية (عبرية) مختلفة عن إفلاس محلات تجارية بسبب إغلاقها لمدة نصف عام بسبب الخدمة العسكرية ، و أيضًا إرتفاع بنسبة العنف الأسري و حالات الطلاق ، و تزايد تعاطي المنشطات و المهدئات .

الشركات و المحلات التجارية بدأت تقيل موظفيها من جنود الاحتياط ، و تبحث عن موظفين لا يخدمون في الجيش ، و تم إغلاق المحلات التجارية الخاصة بجنود الاحتياط بسبب غياب أصحابها .

فضلًا عن الأنباء المتزايدة حول انتحار عددًا من جنود الاحتياط خوفًا من العودة للخدمة .

و نقلت القناة 7 العبرية ، بأن 35‎%‎ من المصابين بعد السابع من أكتوبر يعالجون من أمراض عقلية .

قد تتمكن إسرائيل من تعويض النقص الحاصل بالجنود ، أما بإجبار الحريديم و إقناع الحاخام بتجنيدهم لضرورة أمن إسرائيل ، بحجة مصير مستقبل الدولة اليهودية ، أو ستشتري و تستأجر الفرق القتالية المرتزقة كما حصل مع أوكرانيا ، و بلا شك ستُقنِع امريكا عاجلًا أم آجلًا بالتحالف الدولي لخوض الحرب ، و قد جرى ترتيبه باجتماع عُقِدَ في البحرين مؤخرًا ، كان هرتسي هليفي (رئيس أركان الجيش) فيه حاضرًا .

ختامًا ، قال سبحانه و تعالى : { لَا يُقَٰتِلُونَكُمۡ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرٗى مُّحَصَّنَةٍ أَوۡ مِن وَرَآءِ جُدُرِۭۚ بَأۡسُهُم بَيۡنَهُمۡ شَدِيدٞۚ تَحۡسَبُهُمۡ جَمِيعٗا وَ قُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡقِلُونَ } .


التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال