د . صفاء السويعدي ||
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}
(من سورة البقرة : الآية 126).
كانت الجاهلية في مكة والحجاز وبقية إرجاء المعمورة من بلاد العرب تضرب أطنابها ، فكان القوي يأخذ حق الضعيف ولا يجد له ناصر الأ قومه وقبيتله ، وكانت القبائل يغزو بعضها البعض .
وعن سمات ومعالم صفات ذلك المجتمع الذي عاش في تلك المدة من أن الحروب بين القبائل والثأر لقتلاها جعلها بهذا الشكل من أساليب الغدر والختل وكل رذيلة كوئد البنات وأحداث مهمة أدت بالنتيجة الى تشكيل حلف دفاعي ينصف المظلوم من الظلم ويدافع عن حقوق الناس الوافدين الى مكة ويؤمن حياتهم وأموالهم وأمتعتهم ، لما لمكة المكرمة من مقصد يتوجه إليه الناس للحج وللتبضع وحضور مختلف الفعاليات في سوق عكاظ وتجمهر أهل النسب وغيرهم .
ويحدثنا التأريخ عن رجلاً من بني زبيد جاء بتجارة له الى مكة فأشتراها منه العاص بن وائل بن هاشم بن سعد بن سهم فمطله بحقه ، وأكثر الزبيدي الاختلاف إليه فلم يعطه شيئا ، فتمهل الزبيدي حتى إذا جلست قريش مجالسها وقامت أسواقها قام على أبي قبيس وهو جبل مشهور في مكة فنادى بأعلى صوته :
يا آل فهر لمظلوم بضاعته * ببطن مكة نائي الأهل والنفر
ومحرم شعث لم يقض عمرته * يا آل فهر وبين الحجر والحجر
هل مخفر من بني سهم بخفرته * أم ذاهب في ضلال مال معتمر
إن الحرام لمن تمت حرامته * ولا حرام لثوب الفاجر الغدر
ثم نزل وأعظمت قريش ما قال وما فعل ، ثم خشوا العقوبة وتكلمت في ذلك المجالس ، ثم إن بني هاشم وبني المطلب وبني زهرة وبني تميم أجتمعوا في دار عبد الله بن جدعان فصنع لهم طعاما وتحالفوا بينهم أن لايظلم بمكة أحد إلا كنا جميعا مع المظلوم على الظالم حتى نأخذ له مظلمته ممن ظلمه شريف أو وضيع منا أو من غيرنا ، ثم خرجوا . وفى ذلك يقول الزبير بن عبد المطلب بن هاشم :
حلفت لنعقدن حلفا علينا * وإن كنا جميعا أهل دار
نسميه الفضول إذا عقدنا * يعز به الغريب لدى الجوار
ويعلم من حوالي البيت أنا * أباة الضيم نهجر كل عار
هكذا كان واقع الجزيرة العربية قبل مجيئ نور الأسلام بقيادة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أذ أصبحت بلاد المسلمين آمنة لجميع الوافدين والقاصدين وحتى أهل الديانات من اليهود والنصارى وغيرهم كانو يعيشون في ذمة الأسلام مالم يشكلوا خطرا على المسلمين وأمنهم وأستقرارهم .
ولكن الجاهلية الحديثة التي نجدها الآن في بلاد الحرمين بزعامة آل سعود والتي تُضيق على المسلمين في شعائرهم وعباداتهم وتفتح أبواب المملكة للصهاينة والمثليين ليقوموا ببرامجهم الهدامة للأعراف والتقاليد والقيم الدينية وحادثة منى عام 2013 م التي أفتعلها نظام آل سعود والتي أودت بحياة الكثير من ضيوف الرحمن خير شاهد ودليل على ذلك .
فلا بد من أيجاد حلف جيد لمواجهة هذه الجاهلية الحديثة .
ومن هنا أوجه الدعوة الى منظمة المؤتمر الإسلامي وبقية المنظمات الدولية والعالمية لصياغة مبادئ ومقررات جديدة تحفظ للمسلمين أرواحهم وحقوقهم في ممارسة شعائرهم وعباداتهم الدينية بغض النظر عن أتفاقهم وأختلافهم من نظام آل سعود .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .