قاسم سلمان العبودي ||
جميع المعطيات تشير إلى أن الوجود الصهيوني على محك الأنهيار . الضربات الموجعة التي يتلقاها الكيان من محور المقاومة جعله في وضع حرج جداً أمام جمهوره الذي كان يتصور بأن جيشهم لا يقهر .
لذلك نعتقد أن تصريحات الحكومة الصهيونية بفتح حرب شاملة في الشمال الفلسطيني مع لبنان هو عملية هروب إلى الأمام لأعادة الصورة المقلوبة في أذهان الشعب اليهودي . فهناك ضغط هائل على حكومة اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو من قبل بعض الاحزاب السياسية في الكنيست الصهوني لتوسيع رقعة الحرب في غزة وفي الشمال الفلسطيني . لكن واشنطن لن تسمح بذلك خوفاً من دخول بعض الاطراف الاقليمية في دائرة الصراع القادم على مستوى دول المنطقة . فضلاً عما ذُكر ، فأن قوة المحور المقاوم بدأت بالتنامي شيئاً فشيئا حتى وصلت لمديات مقلقة للغرب . لذلك فان الخوف قائم لدى نتنياهو وواشنطن على حد سواء .
ن التصريحات الصهيونية بفتح المعركة مع حزب الله يدخل ضمن الحرب النفسية الضاغطة على الشعب اللبناني المنقسم حيال التصعيد العسكري لحزب الله بين مؤيد ورافض . وعليه نرى أن لا حرب شاملة قادمة مع الحزب في الجنوب اللبناني بحسب المعطيات .
لكن هذا لايعني بالضرورة أن لا تتوسع رقعة الصراع بين الكيان الصهيوني وبين حزب الله ، لكنها لن تكون شاملة وفق المزاج الصهيوني ، وخصوصاً أن الحزب أخذ المبادرة بالتصعيد العسكري ثأراً من الارهاب الصهيوني على غزة ورفح . لكن لا نرى حرباً شاملة حقيقية قادمة مع الحزب بعد استعراض القوة العسكرية لحزب الله ووصول سلاحه إلى اهداف في العمق الأحتلالي الصهيوني وأصابته بدقة عالية .
يبقى موقف الجمهورية الإسلامية الداعم في حال توسعت الحرب الى حرب شاملة فنرى الموقف لن يتغير في دعم ايران لحزب الله وإسناده بشتى صنوف الدعم . كذلك باقي دول المحور فأنها ستندك أكثر من ذي قبل في مواجهة الكيان عبر استهداف مصالح إسرائيل وأدواتها في المنطقة . توحد الساحات المقاومة أثبت فاعلية كبيرة في ترنح العدو الصهيوني وشل مخططاته في الداخل الفلسطيني . أذن الأستعداد كبير جدا وواضح من قبل جميع الأطراف المقاومة للاحتلال الصهيوني وواشنطن تعي ذلك جيداً بعد أن أحرق حزب الله بنيران صواريخه الدقيقة ، الجليل الأعلى وكريات شمونه التي أوجعت العدو كثيرا .