زمزم العمران||
قال تعالى في كتابه الكريم : {وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اَللَّه أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكُنَّ لَا تَشْعُرُونَ}
هم رجال لاتهاب المنايا ، يخطون في دمائهم انتصارات لامثيل لها ويطرزون اسمائهم في سماء التضحية من أجل الدين والمذهب والوطن، مخلدين ذكراهم في ذاكرتنا إلى أبد الدهر ومنهم الشهيد الحي القائد فائق هادي سيد الخزعلي ، شقيق الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي فلا عجب لشجاعة هذا الشهيد المقدام ، ومن هم أخوته ليث الليوث الشيخ ليث الخزعلي والشيخ قيس الخزعلي حفظهم الله وادام رعبهم .
ولد الشهيد فائق هادي سَيّد حَسَن غدير آل عَبد العال الخزعلي في 11 كانون الأول 1978 م بمدينة الصدر ببغداد ،تعلق بالشهيد الصدر (قدس سره) ونهجه منذ بداية تصدي السيد الشهيد للمرجعية، شارك في انتفاضة جامع المُحسن بمدينة الصدر ببغداد في صبيحة يوم السبت 20 شباط 1999 م، التي اندلعت عقب استشهاد المرجع الصدر (قدس سره)، فتصادم مع أزلام البعث وأصيب بإطلاقة نارية من أسلحتهم، اخترقت جزءاً من رأسه، فأخرجه رفاقه على إثرها من مدينة الصدر، لإبعاده عن أنظار السُلطات الصدامية البعثية آنذاك.
وبعد الإحتلال الأمريكي للعراق في نيسان 2003 م، كان الشهيد (فائق الخزعلي) من أوائل المنخرطين في صفوف (المجاميع الخاصة)، التي تحوّل اسمها فيما بعد إلى (المقاومة الإسلامية عصائب أهل الحق)، فكانت له صولات وجولات مع اخوانه المجاهدين من مُقلدي الشهيد الصدر (قدس سره) ضد قوات الإحتلال الأمريكي خلال انتفاضة النجف الأشرف الأولى والثانية عام 2004 م، حيث كان المتصدي لنقل وادخال السلاح والعتاد للثوار المقاومين في النجف، ومن الجدير بالذكر هو اول منفذ عملية إسقاط طائرة مروحية تابعة لقوات الاحتلال البريطاني في محافظة البصرة وكان على متنها عدد من قادة سلاح الجو البريطاني في عام ٢٠٠٦ قتلوا جميعهم في هذه العملية ولقبته بريطانيا بصائد المروحيات.
كان مهتماً بالالتزام الشرعي واحكام الدين الشريف والواجبات والعبادات المستحبة ، وكان جامعاً بين الدين وروحه المرحة التي كانت تُجبر كل من حوله أن يحبه ويتعلق به ، لأخلاقه الطيبة وعشرته الثمينة ، كان مثالاً للأبن البار بوالديه والزوج الصالح ، والاخ الحنون على أخوته من الذكور والإناث كان صديقاً لهم قبل أن يكون أخاً كانت ضحكتهُ وملاطفاته مع عائلته تملأ البيت بهجةًوفرحاً لهم ، كان ذلك النسيم البارد الذي يمر على القلب فيجعله يهدأ ويسكن بأمان لمن كان بجواره ، رغم أنه كان لزواجه عمراً قصيرا إلا أنه شاء القدر أن يكون لذكراه العطرة خلفاً يكون ديمومة لهذه الروح الطاهرة ، فكان خير خلف لخير سلف ، فترك وراءه شبله “يحيى ” الذي شاء القدر أن يأخذه قبل أن يراه ذلك الشاب اليافع الذي هو فلذة أبيه يحمل صفاته وأخلاقه وهدوءه وملامحه الجميلة ، فكان هذا الشاب فعلا من احيا وخلد ذكرى والده يحيا فائق الخزعلي .
توجه الشهيد فائق الخزعلي الى معتقل ابو غريب لزيارة والده الحاج (هادي الخزعلي)، الذي كان مُعتقلاً آنذاك لدى الإحتلال الأمريكي، حيث ذهب الشهيد فائق الخزعلي بصُحبة صديقه الشهيد المنشد (عامر الدلفي)، حيث تمكن من اللقاء بوالده، والاطمئنان عليه، وتفقد أحواله. ويبدو أن أعوان الاحتلال الأمريكي من التكفيريين من تنظيمات (التوحيد والجهاد) كانوا قد تابعوه ورصدوا تحركاته وتنقلاته، فنصبوا له كميناً بعد عودته من زيارة والده في المعتقل بتأريخ 6 حزيران 2006 م، مع صاحبه الشهيد عامر الدلفي، في منطقة قريبة من سوق (خان ضاري).
فارتقى الشهيدان الى الرفيق الاعلى، ولم يعثر على جثمانيهما حتى الآن.