جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف الحج إلى بيت الله الحرام إيمان وأمان..!

الحج إلى بيت الله الحرام إيمان وأمان..!

حجم الخط

 

القاضي حسين بن محمد المهدي 


بسم الله الرحمن الرحيم


إن الله سبحانه وتعالى حكيم في خلقه وتقديره

حكيم في شريعته وأحكامه

حكيم في جميع أقواله وأفعاله

حكيم في هدايته ورحمته

حكيم في أمره ونهيه وتشريعه

فما شرعه الله من العبادات والمعاملات مبنية على الحكمة ولكن المنافقين لايفقهون(إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

لقد جعل الله لبني الإنسان في زحمة الصراع الذي يدور رحاه بينهم منطقة أمان يثوبون إليها فهم بحاجة إلى توفيق الله وتسديده في منطقة آمنة لتحل الطمأنينه محل الخوف، ويحل السلام محل الخصام، وترفرف أجنحة من الحب والإخاء، فجعل للحرم المحرم حرمة، ولبيته العتيق قدسيته في منطقة الأمان.

ان اجتماعا على توحيد الله وتعظيم شعائره، وأداء فريضة الحج ومناسكه في منطقة الأمان نعمة عظيمة ومنة كبيره(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمِينَ، فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً).

إن توحيد الله والإخلاص له في العبادة في منطقة الأمان مما تسمو به النفس

فتبتعد عن الرذائل

ولهذا سأل الله نبيه إبراهيم ان يجعل مكة وما حولها بلدا أمنا(وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَ اجْنُبْنِي وَ بَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ).

إن الأمن النفسي

في المنطقة الآمنة

وفي الزمن الآمن

وفي البلد المبارك

تتهيأ به القلوب للوحدة والإحساس ان الاجتماع على تعظيم شعائر الله وتوحيده يدفع إلى التآخي والتعاون

لانه يعبر عن اجتماع الحجيج على توحيد الله وعبادته وهو يرمز الى وحدة المسلمين والعمل على طاعة الله الذي أمر بالوحدة والإتحاد.

إن الاجتماع على الهدى والرشد والخير يقوم على الأخوة العامة والمودة الراحمة الذي تصفو به النفس وترق للتصل بالملأ الأعلى وتستعد لنصرة دين الله واعلاء كلمته.

لقد جعل الله بيته مباركا وهدى تهوى إليه الافئدة ويعظم فيه بيت الله

واعتبرت الشريعة الحج ركنا من أركان الإسلام؛ لانه يعتبر مؤتمرا عاما لتوحيد غايات المسلمين، وتوجههم في أمور دينهم ودنياهم (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمِينَ).

إن هذا الاجتماع الذي يشهد فيه الحاج منافع دينية ودنيوية ينبغي ان يترتب عليه قيام وحدة واتحاد إسلامي في السياسة الخارجية في كل البلدان الإسلامية ليحصل توحدتوجههم في سياستهم فإذا حصل اي اعتداء على اي قِطر إسلامي فإنه

يعتبر اعتداء على ا لمسلمين جميعا اعتداء على الأمة كلها وأن يوحدوا قوتهم العسكرية

وأن يتوحدوا في اقتصادهم ويمنعوا الربا كما فعل النبي صلى الله عليه وآله وأعلن ذلك للكافة، كما جاء في خطبة النبي في حجة الوداع ( الا وأن كل ربا في الجاهلية موضوع، وأن اول ربا يوضع ربا العباس بن عبدالمطلب)

وهذا مايشعر بضرورة وجود ارتباط نقدي بين الأقاليم الإسلامية يجعل التعامل بين المسلمين سهلا بعيدا عن الربا

فيكون هناك نقد جامع للمسلمين جميعا، وأن تزول الحواجز الجمركية والضريبية بين المسلمين

فوجود اقتصاد إسلامي سيرفع مكانة الأمة، ويقمع جموح عدوها.

إن الواجب على زعماء المسلمين أن يمنعوا إذلال المسلمين في اي قِطر إسلامي ، وان يضعوا الأسس لذلك في مؤتمرهم العام بالحج (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ).

إنما يحدث في فلسطين لايجوز لأي مسلم ان يسكت عنه، بل يجب على الجميع أن يوحدوا وجهتهم نحو الجهاد، وان يرشد الساسة انفاق الأموال التي تستخرج من باطن الأرض على مايعود نفعه للمسلمين، فقد انصفهم القدر وجعل بلدانهم مليئة بالثروات، فلا يجوز أن تنفق الأموال على الترفيه ولاتنفق في سبيل الله.

ومن العجائب أن نرى من ينفق الأموال على اجتلاب الناس لمراكز اللهو فيحجون إلى مراكز الترفيه أضعاف أضعاف مايحجون إلى بيت الله الحرام

فموسم الحج فرصة لمراجعة النفس قبل أن يحصل الهلاك او يتبدل العز إلى ذل ( وَ لَيَنْصُرَنَّ الله مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال