جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

د. علي الطويل ||


يقول علماء الانثروبولوجيا ان اللباس او الزي، هو أحد عناصر الثقافة و احد مكونات الهوية الاجتماعية للشعوب، واللباس يتجاوز وظيفته الأولى التي تتحدد بحماية الجسد او اخفائه، لبكون داله رمزية للجماعات تميزها عن الجماعات الأخرى،  واللباس، التقليدي خاصة، يكون احيانا من تراث للشعوب، لذلك تسعى المجتمعات للحفاظ عليه والدفاع عنه، فيصبح بمرور الزمن جزءا من تقاليدها واحيانا جزءا من ايدبولوجيتها، لذلك استخدم اللباس، بلحاظ كونه رمز من رموز الهوية، في الحرب الناعمة الغربية التي تحاول شيئاً فشيء تعرية المجتمعات من ثقافتها وتراثها وزيها، لتُسْهِلَ عليها بث نمطها وايديولوجيتها إلى قلب هذه المجتمعات، وتمرير نمطها وتمييع واخضاع العقل الإنسانيِّ لقوانين ومعاييرٍ تتكيف مع الأهداف التي تصبو إليها المؤسسة الفكرية الرأسمالية الحاكمة على التكنولوجيا، والتي تسعى عبر هذه الوسائل للسيطرة على الدول والشعوب،

وفي هذا السياق فإلعبائة الزينبية بما انها احد رموز الثقافة ودالة على الهوية الشيعية، وتمثل نمطا بارزا من أنماطها، وهي دالة واضحة على طبيعة المجتمع النسوي الشيعي تتميز به عن باقي الفئات الإسلامية الأخرى، لذلك تسعى الدوائر المعادية وعبر وسائلها المختلفة، إلى محاربة هذا الرمز عبر الاسائة لهذا الزي، فتتهم من تلبس العبائة  التخلف مرة، ومرة جعل هذا الزي مما تتنافى مع الحداثة ويتعارض مع عمل المرأة في المؤسسات باعتباره معوقا للعمل،

واخيرا وبعد أن عجزت في استبداله بانماط أخرى بالوسائل السابقة، بدأت هذه الدوائر حملتها الواضحة والمكشوفة الترويج لنوع من الحجاب اشتهر بكونه رمزا للنساء الداعشيات، والترويج له في الأوساط الشيعية، وقرب العتبات المقدسة، وقد استخدمت كافة العناصر الجاذبة للترغيب بهذا الزي، كنوعية القماش والألوان الجاذبة والإعلانات المتكررة، وتسهيل طرق الشراء، وخفض اسعاره، عله يكون بديلا  للعباءة العراقية الزينبية ، وكل ذلك في سياق محاربة الهوية الشيعية وعناصرها ومكوناتها ورموزها، وتزامن هذا مع مواسم الزيارات والمناسبات الدينية  وكذلك تزامن مع الحملة الموازية في محاربة الشعائر الدينية، لذلك يجب الوقوف بوجه هذه الحملة الممنهجة حفاظا على هذا الرمز الذي يشكل احد أركان هوية المرأة الشيعية،.


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال