جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف في طريقه إلينا..فمن ينصره؟!

في طريقه إلينا..فمن ينصره؟!

حجم الخط

 

سميرة الموسوي ||


الحسين في طريقه إلينا..فمن ينصره؟!

الحسين في طريقه إلينا..

فمن ينصره؟ ومن سيتخذ الليل جملا .

الامام الحسين عليه السلام في طريقه الينا من المدينة المنورة قاصدا مكة المكرمة سنة ٦٠ هجرية ثم خرج من مكة الى العراق قاطعا ١٤٠٣ كيلو متر وإستغرقت رحلته ٢٤ يوما من الثامن من شهر ذي الحجة سنة ٦٠ هج وحتى اليوم الثاني من شهر محرم سنة ٦١ هج وحتى الاستشهاد في طف كربلاء .

__ الحسين بثورته الفخمة بالدلالات النبيلة كأبيه إمام المتقين عليه السلام ،فحين ردد الامام ( فزت ورب الكعبة ) وصل مضمونها الى يقين إبنه الحسين بأن الاستشهاد في سبيل الله ،والتضحية والحق والحرية والعدالة والكرامة الانسانية هو الفوز الحقيقي .

__ ورحلة الحسين من الحجاز الى العراق من أهم الحوارات التاريخية التي حملت في طياتها سر حياة الفائزين حقا ،ولننظر ذلك حين التقى الحسين الفرزدق ؛ الشاعر المعروف وكان خارجا توا من العراق ،وقد سأله الحسين عن أحوال العراق فأجاب ( قلوبهم معك وسيوفهم عليك ..) ،وهذا الاختصار (اللاهب) لاوضاع الناس أو لبعضهم ما زال يمثل الصراع الازلي بين الحق والباطل ،بين الظلم والاستعباد ،بين العواطف القلقة وبين الفعل المتخاذل ، وقد وصل التخاذل ،اليوم ، والتطبيع مع العدو ذروته ،والمتخاذلون والمطبعون يقولون ؛ نحن نحب فلسطين ولا نمنع صواريخنا من الانفجار في غزة ، وكل أولئك المتخاذلو في عواطفهم وأفعالهم يعلمون أن الحسين قال ( وإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وأنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي …) .

__ وفي ليلة الفداء الاخيرة ورغم ثقته بأصحابه قال لهم : ألا وأني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل من بيعتي ليس عليكم من حرج ولا ذمام وهذا الليل قد غشيكم فإتخذوه جملا …) وكان رد أصحابه بمستوى ثقته ، فقال زهير بن القين ( وددت أني قتلت ثم نشرت …. وإن الله يدفع بذاك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك . ثم قال سلم بن عوسجة ؛ أنحن نخلي عنك ؟ وبماذا نعتذر الى الله؟ .. أما والله لا أفارقك حتى أطعن صدورهم برمحي وأضرب بسيفي .ثم قال العباس عليه السلام : ولِمَ نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبدا .

__ أصحاب الحسين لم ينظروا خلفهم ولم يتخذوا الليل جملا لينجوا ولم ويؤثروا الدنيا على صحبة الحسين ،ولم يشهروا سيوفهم عليه عنادا على قلوبهم التي تحبه بخوف وتردي .

__ موقف أصحاب الحسين تسامى الى هذا اليوم فقالوا … قلوبنا مع الحسين وسيوفنا على أعدائه برا وجوا ومياها ، بالصاروخ والطائرة المسيرة والرشاش والمسدس ، وبالسلاح الابيض من المسافة صفر ،وقالوا لن نتخذ من الليل سيارة أو مركبا أو طائرة أو مالا بالدينار أو الدولار ، وهؤلاء هم أركان معادلة الردع الذين قالوا ربنا الله ثم إستقاموا، هؤلاء هم في العراق وسوريا ولبنان وإيران واليمن ،وكل نبيل كفر بالطاغوت وآمن بالله فإستمسك بالعروة الوثقى ..ويليهم المجاهدون التبيينيون ،والمحاربون في غمار الحرب الناعمة .

__ يقول الامام زين العابدين عليه السلام وكان مريضا : أن عمته زينب عليها السلام حين علمت بقرب الاجل من خلال كلام أخيها صاحت بحزن ( وا ثكلاه .. ليت الموت أعدمني الحياة ،اليوم ، ماتت أمي فاطمة وأبي علي وأخي الحسن ،يا خليفة الماضين وثمال الباقين … ثم لطمت وجهها وهوت على جبينها وشقته وخرت مغشيا عليها .

__ الحسين لم يصل بعدُ ،هذا الشهر الحرام الى الطف مكان فوزه … فلنتأمل لماذا جاء ، لكي لا تكون قلوبنا معه وسيوفنا عليه ، فإننا لا نحتاج الى أكثر من سرير لكي ننام بأمان عليه ،ولا مفر من خاتمة مخيفة إلا بمضمون فوز إمام المتقين وأبنه سيد الشهداء عليهما السلام .

… تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون عُلُوّاً في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين .


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال