مازن الولائي ||
عندما يرجع بنا الزمن الى الوراء هناك حيث الليل الطويل الذي يمل المرء من كثرة تقلّبه على جنبه! ومن يحيطه الحزن أو على قلبه هم أو لدية مصيبة يصبح الوقت والساعة كأنها تلبس جبال من حديد، ولا يعود الوقت يمضي لا اليوم ولا الأسبوع، بل والسنوات ثقيلة طويلة تمشي ببطء، يشعر بها كل البشر وعلى السجناء والمظلومين ومن ينتظر مرور الوقت هنا ترفع الساعة راية العناد وتتقمّص مسير السلحفاة البطيء جدا. هكذا عرفنا الوقت عندما كانت تحل به البركة وتحفه الفيوضات، واليوم الوقت تغير وتبدل عن كل بطء وتنازل عن نفسه الطويل وركب جناح من عجلة! واصبح من لدية موعد ما يتحضّر له قبل خمس ساعات وقد يصل متأخر! وتحول ذلك المطوّل الى زئبق يفر من بين مشابك الايادي بلمحة البصر!
وكأن الدهر يريد لنا أن نعي مصادق القرآن ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ) القمر ١ .. الساعة الوهم آنها طويلة تكفي لقضاء حاجاتنا، والأمنيات، ورغباتنا، والميول! خدعة صرنا نبصرها عمليا يوم تمّر الساعة واليوم والاسبوع والشهر والعام بسرعة البرق! بنظرة سريعة الى اعمارنا التي بلغت من العمر عتيا! كأنها ساعة أو أقل من ذلك! والف علامة تعجب! متى تغير لون شعري الى مزاع القطن اللجيني؟! متى تجعد وجهي النظر وصفاء خدودي التي كنت اباهي بها نظائري من البشر؟! متى عجزت عن النهوض بحركة سريعة حتى تجلس حفيدتي تعطف علي تمد يدها وتقول جدو قول يا علي وانت تقوم! ومتى ومتى والف متى ترافقني بدل عيوني التي كانت تعد النجوم وتعاند تلألأ النجوم وحور ما يطوقها.. انها الساعة يوم طلقت التمهل والتروي كما تنازلت الساعة ذات السلسلة الفضية في جيب الشخص منا تزيده وقارا وثقافة الى ساعة رقمية راقصة على نغم القوافي!
فاقضوا مآربكم عجالا إنما
أعماركم سفرٌ من الأسفار
وتراكضوا خيل الشباب وبادروا
أنْ تُسترد فإنهن عوار
فالدهر يخدع بالمنى ويغص أن
هنّا ويهدم ما بنى يبوار!!!
“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر ..