ازاد محسن
التشابك هو ارتباط المصالح بعضها ببعض، كما عبر سماحة الشيخ قيس الخزعليّ،وهو يشد بأصابع يده اليمنى باليسرى، ويقول: إنّ مصالح البلدان متشابكة، واذا أردنا أن نعبر عن ذلك، فأن كل إصبع متشابك مع الآخر، هو مصلحة أو شأن معين، إن أهملنا واحداً تلو الآخر، ستفتح الكف الأولى عن الثانية، فينتفي موضوع المصالح المشتركة، وعليه يجب الحفاظ على التشابك الإيجابي، فهو يخدم المصالح المشتركة عند الطرفين.
هذا مفهوم من المفاهيم الحديثة، التي طرحت مؤخراً في الساحة السياسية، من لدُن سماحته، للتعبير عن أهمية العلاقات والمصالح المشتركة، التي تُبنى على أسس وضوابط سليمة، وقد تبين لي من خلال ذلك أنّ التشابك الإيجابي، الذي طرحه الشيخ الامين، أثناء لقائه بوزير الخارجية التركي السيد هاكان، والوفد المرافق له، إذ تكلم معهم بكل قوة ووطنية وصراحة إذ قال:
تقبلوا مني صراحتي، وطرح عدة ملفات عالقة بين البلدين ومن أهمها (السيادة، الإطلاقات المائية، التبادل الاقتصادي، طريق التنمية) مؤكداً عليها، ومدافعاً عن حق العراق في كل واحدة منها، ومن جانبه السيد هاكان طرح عدة مشاكلات تتعلق بالجانب العراقي تخص تلك الملفات من ضمنها، ملف PKK.
لكن الملفت في الأمر طرح الحلول من قبل الشيخ الأمين بطريقة جديدة، وهو مفهوم "التشابك الإيجابي" الذي لم يطرح سابقاً من قبل اي مفاوض عراقي، في الجانب السياسي.
بمعنى السيادة قبال PKK، التبادل الاقتصادي قبال الإطلاقات المائية، ملمحاً الى أن طريق التنمية، لا يمكن أن يمر بتركيا، دون مروره في العراق، وأي ملف يتم التخلي عنه، سوف يؤثر على الملفات ويتضح لنا قوة الشخصية، واتجاهاتها الوطنية، وشراسة الدفاع عن حقوق البلد، والحفاظ على هيبة العراق وسيادة أرضه، وسمائه، بعيداً عن المصالح الشخصية، والحزبية، والاقتصادية الخاصة، هذا الإيثار الذي نجده لدى سماحة الشيخ، يعطيه القوة، بالدفاع عن البلد، والنهوض بالدولة المقاومة، بملفات إستراتيجية إقليمية، واقتصادية لم يطرحها زعيم عراقي غيره سابقاً.
إذ تبين لنا كيف يستخدم المفاوض العراقي، نقاط القوة التي يمتلكها، عند التفاوض في شؤون الدولة، وأمنها القومي والاقتصادي، وهذا يحتم عليه أن يكون وطنياً، بالدرجة الأولى، فضلًا عن التركيز على نقاط القوة التي يمتلكها والتحدث بكل حزم وصراحة بعيداً عن المصالح الشخصية والحزبية، وتقديم مصلحة البلد على كل شيء لكن يبدو أن الجانب التركي ليست مشكلته الحقيقية PKK بل لديه اطماع في ارض العراق لذا سماحته كان فطناً ويعرف ما يدور في رأس اردوغان منذ قدوم وزير خارجيته ونستنتج من خلال حواره مع الوزير (كل شيء قبال PKK) فهم اقوى ورقة ضاغطة على الجانب التركي.
أشرتُ الى ما قلته في مقالي السابق حول الزعامة أنها حالة وأفعال لا ترويج.