علي عنبر السعدي ||
سوط ندامة ؟ أم رصاصة رحمة ؟؟
– الذاكرة ليست حوضاً للسباحة ولا خزانة للثياب ، ولا هي قارورة عطر أو ملاكاً خجولاً أرسلته الآلهة وتبرأت منه ..!
قد تكون عموداً يصلح مشنقة أو شجرة – الأشجار أيضاً مشنقة للثمار – كما أنها ليست وسطاً بين الحروف ولا خاتمة للأحزان أو حبّاً فاشلاً وئدته السنون ، يمكنها أن تكون سلة مهملات أو غراباً ينعق أو أفعى تصلّي .
– الذاكرة حقول مغناطيسية ، تسرح في أحضانها المساءات وتنخرها الكوابيس فتنهار سدودها وتهاجر بعيداً يمضغها التيه وتسوقها قطعان الرياح فتبحث عن زوال مدفون في الرمل يسمونه وطناً أو خيمة أو ضرع بقرة ، يزرعونه شوكاً وربما وروداً ،لا يقف بحضرتها العشاق ولا تزورها أمّهات المدن .