كاظم الخطيب ||
يا من كنت تزف لنا البشرى تلو البشرى، والنصر تلو النصر، وتزرع فينا الأمل بعد الأمل، وتلهب فينا الشوق لرؤية محياكم الباسمة، والحنين لسماع كلماتكم الناغمة .
ما هكذا الظن بك، أتكسر قوبنا بعد أن كنت لها جابراً؟ وتؤلم جراحنا بعد أن كنت لها بلسماً؟ أترحل بكلك عنا؟ ولا تخشى ملامة أو عتب منا؟ فوالله إنا عليك لعاتبون، وإنا لفقدك لمحزونون، ولو أن البكاء عليك يردك إلينا، إذاً والله لبكينا، ولأدمينا محاجر العيون، ولألهبنا مواقد الشجون، ولكنه ريب المنون.
فسر سيدي شهيداً، وأمض لربك سعيداً، بنفس راضية مرضية، الى جوار جدك الحسين بن علي عليه السلام، وليرفع جسدك بكلتا يديه في الهواء، ويرمي بكفه الكريمة بدمك الى السماء، وهو يقول يارب عليك بهم وبأعوانهم وأشهد عليهم فإنهم قد قتلوا ولدي.