حسين سالم
نحن في عصائب أهل الحق نعلم جيدًا أن الوقوف أمام تيارات المنظمات المشبوهة والسيئة الصيت ليس خيارًا، بل ضرورة وجودية. هذه المنظمات، التي ترفع شعارات براقة وتغلف نفسها بأقنعة زائفة من الإنسانية والحرية، ليست إلا أدوات لقوى أكبر! قوى تتماهى مع الغرب وتعاليمه المتسافلة، التي تستنزف الروح البشرية وتغرقها في أوهام فارغة.
الغرب، بكل مفاهيمه المتعالية، حاول أن يُفرغ الإنسان من قيمه، أن يعيد تشكيل العالم وفق مصالحه الخاصة، وأن يزرع في قلوب الشعوب الشعور بالدونية والافتقار. ما كانت تلك المنظمات إلا وسائل لزرع تلك الأفكار، لتفتيت النسيج الحضاري الذي يمثلنا.
تلك المنظمات لا تحمل إلا الهشاشة والفراغ. فبينما تدعي النضال من أجل حقوق الإنسان، تقبع خلفها أجندات مشبوهة، هدفها النهائي هو تطويع الشعوب وإخضاعها لمفاهيم غريبة على حضارتنا! الحضارة الغربية التي أنجبتها هي حضارة تؤمن بأن الفرد يجب أن يُفرغ من انتمائه إلى مجتمعه، وأن يُغرق في بحر من الأنانية والاغتراب.
نحن نتصدى لهم بشراسة، ليس فقط لأنهم أعداء صريحون لهويتنا، ولكن لأنهم يسعون لتشويه القيم التي تعتز بها حضارتنا الإسلامية العظيمة. تلك القيم التي أسست أسس العدالة والإنسانية الحقيقية.
الغرب رغم كل دعاواه، لم يقدم سوى مسخ حضاري، قشور براقة تخفي خلفها عمقًا من الانهيار الروحي والقيمي!
لن نترك لهم المجال لزرع سمومهم بيننا. لن نسمح لهم بأن يقتلعوا الجذور التي تمتد عميقًا في تاريخنا. نعرف جيدًا أن قوة الحضارات ليست في تبني أفكار الآخرين والانسياق خلفهم، بل في التمسك بالهوية، في التصدي لكل من يحاول أن يمحوها أو يشوهها.
إذا كان الغرب يظن أن حضارته هي نهاية التاريخ، فإننا نؤمن أن التاريخ لا ينتهي إلا عند من يترك ذاته وراءه. أما نحن، فهويتنا حية، نابضة. حضارتنا ليست إرثًا ماضويًا نرثه، بل هي قوة تعيش في كل يوم جديد نواجه فيه العالم. وفي وجه تلك المنظمات، سنبقى كما كنا دائمًا، سدًا منيعًا لا تهزه العواصف!