جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف إيران والقضية الفلسطينية مَن يخدم مَن؟!

إيران والقضية الفلسطينية مَن يخدم مَن؟!

حجم الخط

 

حسام الحاج حسين ||


تشكل القضية الفلسطينية ابرز ملامح الشرق الأوسط . وهي اكبر مشكلة جيوبولتيكية في القرن العشرين والواحد والعشرين .والتي تمثل عامل مزعزع للأستقرار الداخلي والخارجي في المنطقة، ومن أجل ترسيخ الاحاطة الاستراتيجية وتنضيج وتوظيف ابعاد القوة، لابد لنا من قراءة معادلة القوة والضعف للمقاومة الفلسطينية والعربية والأسلامية.

لايخفى على من يقراء التاريخ بحياد لكي يجد ان اكثر قضية تم استثمارها من قبل المستبدين العرب هي القضية الفلسطينية . من عبدالناصر الى القذافي الى صدام وحتى ياسر عرفات كان يتاجر بقضية شعبه ..!

كانت الأنظمة القومية العربية تصادر الحريات وتقتل الديمقراطية والتنمية و تنشر الفساد و تعزز الأدوات الدكتاتورية والشمولية بحجة تحرير فلسطين .

ياسر عرفات كان نموذج للمقاوم الفاسد ، وايضا الرئيس حسني مبارك كان (بيس بروكر ) كما وصفته (الواشنطن بوست )وقد جنى المليارات من المعونات الغربية .

تحت ذريعة صناعة السلام .

كذلك ملك الأردن ايضا انضم الى قائمة المستفيدين من القضية الفلسطينية .اما على المستوى الفلسطيني كان ياسر عرفات نموذج للمقاوم المشاكس والبرغماتي الفاسد . ففي عام ١٩٧٠ قاد انقلاب على الملك حسين بن طلال في الأردن واراد الأطاحة بنظام الملكية .

تم طرده الى لبنان وهناك اسس ( جمهورية الفكهاني ) واخذ يحارب اللبنانيين المسيحيين ويحرض عليهم بحجة التطبيع . وادى ذلك الى نشوب حرب اهلية في لبنان عام ١٩٧٥ م

وبعد انتصار الثورة الأسلامية في ايران وقف الأمام الخميني ره بكل قوة مع الفلسطينيين وكان اول شخصية خارجية يلتقي بها الأمام ره هو ياسر عرفات .

وما اندلعت الحرب المفروضة على ايران حتى نجد عرفات اصطف الى جانب صدام حسين وقد اعرب الأمام الراحل عن اسفه في احدى خطبة في چمران ،

وفي عام ١٩٨٢ كان سببا في اجتياح الجيش الأسرائيلي للبنان واحتلال بيروت وطردهم الى تونس .

في عام ١٩٧٤ في مؤتمر الرباط قرر الملك الحسن الثاني ان يكون منظمة التحرير الفلسطينية وياسر عرفات هو الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني . وفي عام ١٩٨٧ التقى ياسر عرفات زعيم البوليساريو وانقلب على الملك الحسن الثاني واصفا المغرب بدولة الأحتلال وان شعب البوليساريو هم فلسطينيون مغاربه .

لذلك قرر الملك الحسن منع الدعم للقضية الفلسطينية ومن يفعل يعاقب ..!وفي الكويت كان الفلسطينيون يتمتعون باامتيازات جيدة من التوظيف والتجنيس لكن في عام ١٩٩٠ عند غزو صدام للكويت وقف عرفات مع النظام البعثي .

بعد هذه المتاجرة والفساد من قبل هذه الشلة المرتزقة والتي توجت مسيرتها بااتفاقية اوسلو والذي لم ينفذ منها سوى ٢٠ ٪ ،،! استسلام من نوع فاخر .استطاعت الولايات المتحدة و الغرب من تحويل حركة فتح الى ( جثة سياسية هامدة ) ..!

في ظل هذا الأحباط والمتاجرة ذهبت إيران الى تأسيس محور اكثر تماسك وذو قاعدة ايديولوجية صلبة . بعيدا عن المتاجرين العرب والدكتاتوريات المنقرضة .!

كانت إيران تمتلك نظرة شاملة على تاريخ القضية الفلسطينية ولم تجد لها طريقا سوى (محور المقاومة الأسلامية ) وهي الحل الأمثل .

من هنا كانت المقاومة المحرّك الأساسي لعلاقات إيران الدبلوماسية مع الشرق الأوسط ونابعا من قاعدة التوازنات الإقليمية ، وتعلم طهران جيدا ان قيادة محور المقاومة يعني بالضرورة لعب دور كبير في منطقة الشرق الأوسط . وهو ربما يتلاءم الى حد بعيد مع اهدافها الجيوسياسية .

استطاعت إيران تكوين تحالفات تمتد عبر المحيط العربي متجاوزة العائق المذهبي في عالم الأغلبية السنية . خلاصة الموقف الإيراني من المقاومة هو تعليمات واضحة من القائد الأعلى، السيد الخامنئي، بعدم ممارسة أي ضغوط على الإخوة سواء في حزب الله أو حماس أو الحوثيين أو المقاومة العراقية حيث تضع إيران جميع القضايا في خدمة القضية الفلسطينية ،!

وقد سمحت هذه الإستراتيجية لإيران بتوسيع المساحة الرمادية الغامضة والتي غالبا ماتستثمر فيها قوتها . كما انها استطاعت انشاء قوة غير دولية تفوق قوتها قوة الدولة المركزية نفسها ..!


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال