الشيخ جمعة العطواني ||
لا يختلف اثنان من المسلمين(المنصفين)على ان حرب امير المؤمنين عليه السلام ضد القاسطين والمارقين والناكثين هي حرب دينية، اذ انها حرب حق محض ضد باطل محض.
كذا الحال في حرب سيد الشهداء عليه السلام هي حرب حق محض ضد باطل محض، دون الدخول بالتفاصيل لضيق المقام ولوضوح ذلك الامر.
الفارق بين (طوفان) علي والحسين عليهما السلام و(طوفان )الاقصى وجود المعصوم فحسب، وما عداها هي متقاربة الى حد التطابق، فالحق والباطل هناك لا يختلفان عن الحق والباطل هنا.
لنقرا ماذا قال امير المؤمنين عليه السلام عن الجهاد في سبيل الله، وفي اية مناسبة ووقعة قالها، ونقارنها بوقعة طوفان الاقصى، لنفكر قليلا، فهل نرى من فارق، بل ربما يصبح فارق طوفان الاقصى اكثر رجحانا، لنعرف بعدها ما هو موقف المتخاذلين او الواقفين على التل، اوالمثبطين من دعاة(الناي بالنفس) في حرب صفين والنهروان والجمل عنهم من المتخاذلين واالمثبطين في طوفان الاقصى، بل ما هو موقفهم من امير المؤمنين لو كان حاضرا في طوفان الاقصى .
لننظر ماذا يقول امير المؤمين وقلبه يحترق، وينزف دما، وبماذا يصف المتخاذلين:
يقول عليه السلام عندما غزا جيش معاوية الانبار(اما بعد: فان الجهاد باب من ابواب الجنة فتحه الله لخاصة اوليائه، وهو لباس القتوى ودرع الله الحصينة .. فمن تركه رغبة عنه البسه الله ثوب الذل وشملة البلاء).
تعالوا لنرى ما هي مناسبة هذا الحديث العلوي وهو يتحدث عن الجهاد وهيمته و(ذل) من يتخلى عنه؟.
هل غزا اليهود بلاد المسلمين ؟ كلا.
هل اجتاحت الامبراطويات اراض المسلمين؟ كلا.
اذا ما هو الحدث الجلل الذي ارتعدت منه فرائص امير المؤمنين عليه السلام ؟ يقول الامام( وهذا اخو غامد قد وردت خيله الانبار، وقد قُتِلَ حسان بن حسان البكري، وازال خيلكم عن مسالحها، ولقد بلغني ان الرجل منهم يدخل على المراة المسلمة والاخرى المعاهدة فينتزع حجلها وقلبها وقلائدها ورعاثها ما تمتنع منهم الا بالاسترجاع والاسترحام ثم انصرفوا وافرين، ما نال رجلا منهم كَلَمٌ ولا اريق لهم دم. فلو ان امرءا مسلما مات بعد هذا اسفا ما كان به ملوما، بل كان به عندي جديرا، فوا عجبا، والله عجبا يميت القلب ويجلب الهم).
امير المؤمنين يتفطر قلبه دما ويعذر من مات هما على تلك الفاجعة لان جيش معاوية اغار على الانبار وقتلوا والي الانبار هناك، وسلبوا حلي النساء المسلمات والمعاهدات.
ولا يتصور احد ان حسان بن حسان البكري اعلى منزلة واشرف قدرا من سيد شهداء المقاومة حسن نصر الله، كما لا يمكن لاحد ان يتصور ان النساء اللواتي سلبت حليهن باشرف منزلة من نساء وطفال الضاحية الجنوبية من بيروت او غزة هاشم.
نعم اذا كان امير المؤمنين عليه السلام يحث الناس على الجهاد من اجل الدفاع عن عرض وشرف نساء المسلمين والمعاهدات من جيوش مارقة، وان كانت ترفع شعار الاسلام، اليس الاولى ان يكون الجهاد من اوجب الواجبات في الدفاع عن شرف وكرامة المسلمين والمسلمات امام جبهة الشرك والكفر والالحاد والنحطاط في عصرنا الراهن؟.
شهادة حسابن بن حسان البكري ادمت قلب سيد الوصيين، فكيف حاله عليه السلام وهو يرى حفيده نصر الله تلقى عليه عشرات الاطنان من القنابل الصهيونية لقتله ؟.
كيف لا يكون الجهاد واجبا وامة رسول الله تتعرض الى حرب كونية تكالبت عليها ائمة الجور والكفر لابادة نساء واطفال المسلمين في لبنان وغزة؟.
كيف لا يكون الجهاد واجبا والعدو الصهيوني يهدد بقتل احفاد رسول الله وقادة الاسلام ومراجع الدين مثل المرجع الاعلى السيد علي السيستاني(دام ظله)، والولي الفقيه الامام علي الخامنئي(دام وجوده)، وعز العرب وفخر اليمن السيد عبد الملك الحوثي(دام بقاؤه)، وشيبة حزب الله الشيخ نعيم قاسم، بعد ان تطاول في قتل السيد العلامة وفخر المقاومة سليل سيد الشهداء حسن نصر الله( قدس).
نعم نحن نقدر حجم العداء الذي يحمله الكيان الصهيوني وانظمة الكفر في العالم والمنطقة على رموز الاسلام المحمدي الاصيل، فهذه الرموز تمثل رمزية الاسلام في وجدان الامة وفي تصديها للعدو في جبهات القتال، فالولي الفقيه الامام الخامنئي واضحا في فتاواه ومواقفه التي توجب التصدي للعدو بكل ما يستطيع المسلم، وهو اليوم بحق نائب الامام المعصوم، وقد وظف كل امكانات الجمهورية الاسلامية لمحاربة العود الصهيوني بلا هواده، وقد اعاد الهيبة والعزة الى فلسطين واهلها بعد ان بيعت في بازار الانظمة العربية العميلة، وما صواريخ(الفتاح)الاخيرة التي دكت قلب العدو الا شهب الله التي تتبع الشياطين.
اما المرجع الاعلى السيد علي السيستاني(المفدى)، فقد اكد بشكل صريح لا لبس فيه في بيانه(ان انهاء ماساة الشعب – الفلسطيني – الكريم بنيله لحقوقه المشروعة وازالة الاحتلال عن اراضيه المغتصبة هو السبيل الوحيد لاحلال الامن واالسلام في هذه المنطقة).
كما طالب(ببذل كل جهد ممكن لوقف هذا العدوان الهمجي)على لبنان.
اما القائد القراني عبد المالك الحوثي فهو كشعب اليمن(اسطورة التاريخ المعاصر) في مواجهة الاحتلال والاستبداد، رغم كثرة الجراحات التي ألمت باليمن جراء العدوان الوحشي السعودي المدعوم امريكيا .
نعم انها حرب دينية بامتياز، وليس دليلا اكثر من كونها دينية قول المجرم نتنياهو وهو يستشهد بنص من(التلمود) يحث على قتل البشر والحيوان معا، فقد قرا نصا من االتلمود يقول فيه( فالان اذهب واضرب عماليق، وحرموا كل ماله، ولا تعف عنهم، بل اقتلهم رجلا وامراة وطفلا ورضيعا، بقرا وغنما وعجلا وحمارا).
نعم يرد اشكال من البعض، وهو : ان كانت حربا دينية، فلماذا يتصدى مراجع وعلماء وقادة ورجالات الشيعة دون غيرهم، وبعض الخيرين من المذاهب الاخرى؟.
والجواب على هذا الاشكال: هو هذا الذي كنا نقوله سابقا، واكده علماؤنا، وفي مقدمتهم الامام الخميني(قدس)، هذا هو الاسلام المحمدي الاصيل، وما عداه فهو اسلام اموي وعباس وامريكي، وهذا هو الذي يحصل في طوفان الاقصى .