سمير السعد
من المؤسف أن نجد بين أبناء أمتنا العربية من يدافع عن جرائم الاحتلال الصهيوني ، الذي يمارس القتل والوحشية ضد الشعب الفلسطيني وشعب جنوب لبنان. هؤلاء المدافعون، ممن تخلوا عن ضميرهم العربي والإسلامي، لا يمثلون إلا خيانة لأمتهم وتاريخهم.
الدفاع عن ممارسات القمع والقتل الممنهج الذي تقوم به الغطرسة الصهيونية هو خيانة ليس فقط لدماء الشهداء، بل خيانة لكل المبادئ الإنسانية والأخلاقية. يتوجب على كل من يسلك هذا الطريق أن يعيد النظر في موقفه، ويراجع جذوره وانتماءه. فالوقوف مع الظالم ضد المظلوم لا يعبر إلا عن انفصال تام عن الهوية العربية والإسلامية، التي لطالما وقفت إلى جانب الحق والعدل.
لقد كان من المتوقع أن يقف كل عربي شريف إلى جانب قضية فلسطين العادلة والهجوم البربري على جنوب لبنان ، التي تمثل رمزاً للمقاومة والكرامة. لكن أولئك الذين يبررون جرائم الصهاينة ليسوا سوى أداة في يد الاحتلال، يعززون روايته الزائفة ويغضون الطرف عن الدماء البريئة التي تراق كل يوم.
يجب أن نتصدى لهذه الأصوات النشاز، ونوضح لهم أن الدفاع عن الاحتلال هو دفاع عن القمع والاضطهاد.
إن أولئك الذين يختارون الوقوف في صف الاحتلال الصهيوني ويبررون ممارساته الوحشية لا يدركون حجم الضرر الذي يسببونه للنسيج العربي والموقف الموحد تجاه القضايا العادلة. كيف يمكن لإنسان عربي أن يغض النظر عن الأضرار التي تلحق بشعبه وأرضه؟ إن تبرير القمع الصهيوني هو بمثابة خيانة للتاريخ العربي، الذي ناضل دائمًا ضد الاستعمار والاحتلال.
الدفاع عن الصهيونية هو في جوهره دعم لمشروع استعماري يهدف إلى السيطرة على الأرض والهوية، ومحو حق الفلسطينيين في الحياة والحرية وكذلك حق شعب لبنان وجنوبه . ما يفعله الاحتلال ليس مجرد نزاع سياسي؛ إنه إهانة دائمة للشعوب التي تناضل من أجل حريتها. فالممارسات الصهيونية ، التي تشمل القتل العشوائي، الحصار، الاعتقالات التعسفية، وتدمير المنازل، كلها انتهاكات صارخة لكل القوانين الدولية والأخلاقية.
المدافعون عن هذه الانتهاكات يُظهرون عدم احترام للإنسانية، ويبدو أنهم قد تخلوا عن قيم الحق والعدالة التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من الهوية العربية. هؤلاء الأفراد، بتبريرهم للعنف، يشاركون في تبرير الظلم وتهميش الحقائق. ينبغي لهم أن يعيدوا النظر في مواقفهم، لأنهم ليسوا فقط منفصلين عن واقع الأمة، بل هم أيضًا جزء من المشكلة التي تواجهها شعوبنا.
اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تحتاج الأمة العربية إلى التكاتف والوقوف صفًا واحدًا في وجه الاحتلال. يجب أن تكون أصوات المقاومة أقوى من أصوات الخيانة، وأصوات الدعم للقضايا العادلة أعلى من تبريرات القمع. فالدفاع عن الحق هو جزء من الحفاظ على الكرامة والهوية، والخروج عن هذا المسار هو بمثابة التنازل عن جوهر الانتماء العربي.
لا يمكن لمن يدافع عن جرائم الصهاينه إلا أن يكون قد فقد إحساسه بالانتماء العربي وكرامة أمته. إن الموقف الصحيح هو الوقوف إلى جانب المظلومين، ودعم نضالهم المشروع في وجه القمع والاحتلال. على هؤلاء المدافعين أن يعيدوا التفكير في مواقفهم وأن يتذكروا أن التاريخ لن يرحم من خان قضايا أمته.
إنه لأمر يفطر القلوب أن نرى شعب فلسطين وجنوب لبنان يواجهان المجازر والدمار، فيما يُرتكب بحقهم أبشع الجرائم تحت صمت عالمي مريب وتواطؤ خائن من بعض أبناء جلدتنا. كيف يمكن أن يمر يوم دون أن يطاردنا مشهد الأطفال الذين استشهدوا تحت الأنقاض، والنساء اللواتي فقدن أبناءهن، والشيوخ الذين يقفون بلا حول ولا قوة أمام بطش الاحتلال؟ إن كل قطرة دم تُسفك على تلك الأرض الطاهرة هي وصمة عار في جبين الإنسانية، ونداء للضمير الحي.
ومع هذا الألم، تزداد الجراح عمقًا حين نرى من يدافع عن هذا الاحتلال، ممن خانوا قضيتهم وأمتهم، وتخلوا عن كرامتهم. هؤلاء الذين يدافعون عن القتل والدمار لا يملكون الحق في أن ينتموا إلى أمتنا أو يتحدثوا باسمها. عليهم أن يراجعوا أصولهم ونسبهم، لأن من يدعم المحتل قد تبرأ من دماء الشهداء وتاريخ أمته المجيد.
كل من خان القضية وأدار ظهره للحق، قد خان إنسانيته قبل أن يخون فلسطين ولبنان. إن دماء الأبرياء لن تغفر لهم، والتاريخ لن يرحمهم. يجب أن يعودوا إلى رشدهم قبل أن يكونوا شهداء على خيانتهم في محكمة الضمير العربي والإسلامي، التي ستظل تحاكمهم إلى الأبد.