عبد الرحمن المالكي ||
في عام 1989 حكمت اسرائيل بالسجن المؤبد على احد الشباب الثوريين، فأودعت في السجون الثقيلة تحت الارض خوفاً منه وعليه، ظل هناك حتى عام 2011م، بعد مرور 22 عاماً من السجن حتى اعلن الافراج عنه بعد صفقة تبادل مقابل اطلاق سراح المعتقل (جلعاد شاليط) ليخرج من جوف الارض من سجون الاحتلال الى سماء الحرية في غزة.
انهُ المجاهد ابو ابراهيم يحيى السنوار…
واصل عمله بالعودة الى حركة حماس فعلى الصعيد السياسي، عمل على تنظيم الحركة وتطوير كوادرها واعداد الملفات الخاصة ورسم سياسيات الحركة واليات التفاوض، وعلى الصعيد العسكري فقد كانت له بصمات واضحة في قيادة كتائب عز الدين القسام،
حيث سعى الى تدريب المقاتلين وتحديث الاسلحة وتطوير المنظومات والاجهزة العسكرية فضلاً عن دورات القنص و صناعة العبوات التي لازالت القسام تتخذها استراتيجية للحرب مع الكيان الصهيوني.
مع انطلاق شرارة معركة طوفان الاقصى كان السنوار موجوداً في غزة يقود المعارك و يواصل الجهاد وليسطر اروع المفاخر بالمواجهة المباشرة وتحطيم معنويات الجيش الذي لا يقهر حتى اسر من جنودهم المئات ولازالوا مجهولين الى اللحظة.
في السادس من اب للعام 2024م اضيفت الى مهامه العسكرية مهام اخرى الا وهي رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس بعد استشهاد اسماعيل هنيه، ليواصل عمل الجهادي والعسكري خلال تلك الشهرين الماضيين حتى اعلن استشهاده في 18 من شهر تشرين الثاني للعام 2024م،
شهيداً مشتبكاً مع الكيان الصهيوني ملطخاً بدماء جراحه وهو يسقط الطائرة المسيرة بعصاه في اخر لحظاته الاخيرة.
يحاول الكيان الصهيوني منذ بداية معركة طوفان الاقصى وبكل الوسائل والعمليات النوعية لايقاع السنوار في صيد الاسر، ولكنهم فشلوا في ذلك وكانوا يبررون فشلهم بذرائع متداوله انه “موجودٍ في الانفاق”،
ان المواجهة المباشرة في الطابق الثاني من البناية المهدمة كشفت زيف الجيش الذي لا يقهر فكانوا يدعون ان السنوار موجود في الانفاق، نعم الانفاق التي وضعوه فيها قبل 30 سنة في سجونهم، فلم يكن السنوار يوماً في انفاق غزة بل هو المشتبك المقبل الغير مدبر مع الكيان المنحل.