جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف "وسام العراقيين قتلته الفئة الباغية"

"وسام العراقيين قتلته الفئة الباغية"

حجم الخط

 


حسين سالم

عندما تقلب في تاريخ المجاهدين، ستصادف اسم وسام العلياوي، المجاهد الذي لم يُقضَ عليه برصاصة في ساحة المعركة، بل أُعدم بطرق بشعة تدمي القلوب وتُخجل حتى أقلام التاريخ. كيف يُمكن لعقلٍ أن يتقبل أن تُسفك دماء الأبطال بوحشيةٍ بهذا القدر؟ إن وسام الذي حمل هموم وطنه أصبح رمزًا للكرامة في زمن يُخنق فيه الشرف.

أين تلك القيم التي يُفترض أن يحملها المجتمع المحتج؟ إن من قاموا باغتياله، تلك الثلة المتعفنة من أبناء الشوارع، ينتمون إلى عالم قذر، عالم يتجلى فيه العجز والنذالة. هؤلاء لا يُعبرون عن شجاعة أو بطولة، إنهم نتاج خيانة مفرطة، يقتاتون على دماء الشرفاء دون أدنى شعور بالندم.

إنها مهزلة الحياة: كيف يُمكن للمرء أن يفهم واقعًا تتجلى فيه الفوضى بهذا الشكل؟ تلك القلوب المظلمة التي تتلذذ بقتل المجاهدين هي كائنات غريبة تتربص في أركان الوجود، لا تعي شيئًا عن الشرف أو التضحية. وسام لم يكن مجرد اسم، بل كان روحًا حقيقية في زمن غابت فيه الروح. كيف يجرؤ دنيء بلا شرف، عَاجِزٌ عن المواجهة، على اغتيال مجاهد شريف؟ كيف يُمكن لأدنى حقير، ينتمي إلى سلالات الانحطاط، أن يمد يده القذرة لارتكاب جريمة تُقزِّز الأحياء، بينما الأبطال يتحدون الموت بعزيمة لا تلين؟

أعيش حالة من العجز. كيف يمكن لي أن أكتب عنك، يا وسام، في حين أنك تفوق اللغة والمعنى؟ أشعر وكأنني أُخنق في كابوس مظلم، مُشتتًا بين ذكراك وبين الكارثة التي ارتُكبت بحقك. لا أحد يمكنه أن يُسجل فداءك في صفحات التاريخ إلا من يحمل قلمًا يشبه سلاحك.

إنهم القتلة، أولئك الذين جلبوا العار على وطننا. هم يختبئون في الظلام، يتآمرون في زوايا المآسي، يرقصون على جثث الشرفاء. كيف يمكن للجبناء أن يحملوا في قلوبهم شيئًا من الإنسانية؟ إن أفعالهم لن تُنسى، وستظل عالقة في عقول الأجيال القادمة. سيتذكرهم التاريخ على أنهم مُرتكبو جريمة قذرة، جريمة تتجاوز حدود الوصف.

في نهاية المطاف، يجب أن نعرف أن الشرف لا يموت. سيبقى وسام العلياوي رمزًا للكرامة والتضحية، وسنظل نرفع أصواتنا من أجل كل من اغتيلوا بوحشية. يجب أن نكون حراسًا للذاكرة، مُستعدين لتحدي هؤلاء الذين أُعطوا الضوء الأخضر للعبث بالشرف والكرامة. إنهم لا يعرفون أن الشرف يظل حيًا في قلوب الأحرار، وأنهم سيكونون في النهاية الذين يختبئون من شبح الحقيقة.

كل جريمة تُرتكب بحق الشرفاء ستكون بمثابة ضوء كاشف يُسلط على خيانتهم، وسنكون نحن من يُعلن عن ذلك بقوة لا يمكن إنكارها.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال