علي الحاج
في ازقة خان يونس حيث تنبض الحكايات من الجدران العتيقة، خرج "يحيى السنوار" كانه احد ابناء الملاحم والاساطير، مزيج من المقاومة والصبر، يحمل في عينيه سواد الايام العجاف، ووهج المقاومة، القضية الكبرى التي اختارها مصيرا.
من تلك الازقة المنسية، شق طريقه بين المعتقدات المتراصة كالحجارة، وبين القيود التي نحتت في روحه اسئلة لا تنتهي، عاش بين الرماد والنار في معادلة العيش والموت، طودا شامخا يحفر مع كل خطوة وجها جديدا للكرامة.
غيبوه خلف قضبان الأسر سنوات طويلة، لكنهم لم يستطيعوا قهر عزيمته او اطفاء بريق حلمه في التحرير، ونيل احدى الحسنيين، مؤمنا بان المقاومة ليست خيارا، بل قدر، وان الحرية لا تمنح، بل تنتزع بقوة الصبر والارادة.
وفي لحظة خروجه من ظلمات السجون، عاد إلى الواجهة، لا لينسى الماضي، بل ليعيد صياغته من جديد، بقلب صلب وروح ملتزمة وصمود فولاذي.
وارتقى السنوار رمز للمقاومة، وايقونة تعكس قوة الشعب الذي يرفض الانكسار، ويستمر في طريقه حتى لو كان محفورا بالدماء والتضحيات.
وهو الان وجه من وجوه فلسطين التي تأبى ان تنحني، ورمز لعصر وجيل قادم هو الاشرس في مقارعة الصهاينة، ان شاء الله..
"الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ" التوبة: 20