آزاد محسن
قال الامام الحسين "عليه السلام" في كربلاء قوله: "ألا ترون إلى الحقّ لا يُعمل به، وأن الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء ربّه محقّاً، فإنّي لا أرى الموت إلّا سعادة والحياة مع الظالمين إلّا برماً.
لا يخفى على أحد أن المعركة الحالية ليست مجرد صراع عسكري أو سياسي، بل هي معركة وجودية تعكس الصراع الأزلي بين الحق والباطل. هذه المعركة تُظهر بوضوح الفرق بين أعوان الحق، المتمثلين في دعاة العدالة والمقاومة، وأعوان الباطل الذين يتبنون سياسات القمع والظلم.
تتجلى أبعاد هذه المعركة بشكل خاص في الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، مما يجعل الحقائق تتضح أكثر مع مرور الوقت. لقد أصبح من الضروري أن نتحلى بالبصيرة ونتجنب الخذلان، حتى نتمكن من مواجهة المجرمين والخونة.
هذا الوضع يعيد إلى الأذهان ماجرى في واقعة كربلاء، حيث تصدى الإمام الحسين عليه السلام للطغاة ورفض الظلم. وعلى الرغم من مرور القرون، لا يزال المشهد يتكرر، حيث تتجلى في كل ذكرى لتلك الفاجعة شعارات تدعو إلى التمسك بالحق، لكن العديد من الناس يتحدثون دون أن يمارسوا ما يتحدثون عنه.
في زمن الفتن، يبقى الصامدون والمخلصون هم الأمل، فهم من يضيئون الدرب ويضحون بكل ما لديهم من أجل إعلاء كلمة الحق. فالصراع ضد الظلم يتطلب منّا التمسك بالمبادئ، وتفعيل الوعي الجمعي، لنكون فعلاً جزءًا من حركة التغيير.
إن الحق لا يزول، ولكن الباطل قد يختفي لفترة. لذلك، يجب أن نكون دائمًا في صفوف الحق، مساندين للمقاومة التي تقف في وجه جبابرة الظلم، محاربين لأعداء الإنسانية الذين يتخفون خلف شعارات مزيفة.