لمى يعرب محمد ||
سدد بكفهِ الرمح ثم سمّى باسم الرحمن ورمى
سمعتهُ يقول مدد يا علي مدد..
اصعب اللحظات تلك التي لا نستطيع تجاوزها ونسيانها، غرباء مع انفسنا، طأطأت رؤوسنا حزنا، كابوس الفقد لا يفارقنا، دوائر داخل دوائر، كبار الشر يمارسون شرورهم، كل ارتضى على نفسه أن يكون مجرمٔا، يتعلم من عالم تسيل به الدماء كالانهار.
منذ أيام فقدنا بوصلة المقاومة، فقدنا الأزمنة وتواريخ البسالة، أصبحت أرواحنا كذرات الرياح الساخنة فوق لهيب النار المشتعلة، نمضي بين الجبال القاحلة بالموت، هناك صوت ينادي: غريب انك تبحث عن السلام في ساحة المعركة!!..
شاهدته جالسٔا فوق صخرة تحتضن حرارة الشمس، بالقرب من شجرة زيتونة، يبدو أن بينها وبينه تحالفا قلبيا علني، شممت به رائحة سيدي لون عيونهم مماثلة للون أرضي التي لطالما خشيتُ فقدانها، تناثرت أوراق شجرة الزيتون بقربه كأنها تقول له:
أنني تحت ردائك يا أيها العم علي احتمي، انني يتيمة الأب الان، انني انتشل بنفسي من الغرق بك، يا عمِّ علي: لقد أوصاني أبي “حسن” أن امدُّ جذوري بأرضي وأمسكها بقوة، يا عمِّ لقد أوصاني أبي أن أسجد لله دوماً و أوصاني كذلك أن أسبح تسبيحة جدتكم الزهراء ـ الله أكبر زنة العرش وملء الميزان إلى آخره، والحمد لله مثبت القلوب والابصار وباعث الرعب في قلوب الكفار وناصر المؤمنين يوم الاحزاب، وسبحان الله وحده لا إله غيره بقلبٍ شاكرٍ ويقينٍ صادقٍ وايمانٍ خالصٍ، ورزقنا شوق لقائه ونصرٍ في نصره حتى نجد حلاوة ذلك في قلوبناـ وأوصاني أن أكتب على جميع أوراقي وأغصاني “وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَحْذَرُونَ”..
يا عمِّ لقد علمني أخوك “حسن” أن ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين، وان معيارنا في الأمة الإسلامية “أشداء على الكفار”..