جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف هل كان الشيخ الوائلي يعلم؟!

هل كان الشيخ الوائلي يعلم؟!

حجم الخط

 

د. أمل الأسدي ||


يتحدث الشيخ الدكتور أحمد الوائلي(رحمه الله) في إحدی محاضراته عن الرزق وأنواعه، ويقول: إن العلم من الرزق، والعلم رزق رائع!! فأي رزق ينفد، يتبخر إلا العلم!

ثم يستشهد بقول الإمام علي(عليه السلام) إلی كميل بن زياد:(يا كميل، هلك خُزّان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر..)(١) فهناك أشخاص ملكوا الدنيا، لكنهم تركوها وخرجوا !! بينما هولاء الذين حملوا العلم والذين استبطنوا العلم، فهولاء لايموتون!!

لأن العلم من جنس المَلَكات التي لاتموت!

فالمَلَكات لا تموت، وكل شيءٍ يتلاشی لكنَّ العلم لايتلاشی! لهذا تجد جبابرة ملكوا الدنيا ماتوا ومات ذكرهم، ولكن حملة العلم لم يموتوا أبدا، إلی الآن يعيشون علی ألسنة الناس، وفي أفكار الناس!! تفتح الكتاب؛ فتجده رأيا وتجده كلمةً، وتجده موقفا في الكتاب!

تجلس في مجلس فتستمع الی نظريته، تدخل الی محفل علمي فتعرف أن له أثرا علميا، فهذا حي، خالد!

بينما الذين ملكوا الأموال، ملكوا الدنيا، ماتوا، انتهوا، مرت عليهم أيام وانتهوا!

إذن؛ أهم أنواع الرزق العلم، إن الإنسان يُرزق العلم… العلم لطفٌ ورزق الله يمنحه لعباده.(٢)

ونحن الآن نسأل، هل كان الشيخ الوائلي يعلم أنه من هولاء الخالدين بعلمهم؟ إذ رحل عن الدنيا ومازال صوته حاضرا، مازال علمه فاعلا، فقد رزقه الله العلم ورتب له علی هذا الرزق التوفيق، فأجاد التواصل والتفاعل مع الناس، وعلی أساس هذا التواصل، اكتسب محبة الناس وتعلقهم به، فعلی الرغم من مغادرته الدنيا، مازال صوته يجلب السكينة، ويشحذ الهمة، ويمد المتلقي بالإيجابية، ويحثه علی العمل والمواصلة!

مازال صوته مصدرا للعلم والوعي والحكمة والاعتدال، مازال صوته يتحدث بلغةٍ فريدة، واسعة الانتشار، لاتختص بفئة دون أخری!

مازال صوته يوزّع المحبةَ أرغفةً ساخنة، فلايُقرّع الناس، ولا يكثر من لومهم، ولايُصدر الأحكام العامة عليهم؛ بل يبني… يقوّي جوانب الخير في نفس السامع، ويحثه علی تجاوز الأخطاء والعودة والإنابة!

مازال صوت الشيخ الوائلي بلسما لجراحنا كما كان سابقا في أيام طغمة البعث، فمن كلماته تستقي النفوس الصبر والتأدب والتأسي، تستقي الإيمان والثبات، تستقي لغة العقل والمنطق والحكمة!

مازال صوته يجلب البركة والطمأنينة أينما حل!

وأنتَ حين تمر من بيتٍ أو محل أو مكانٍ ما، وتسمع صوت الشيخ الوائلي منبعثا منه، تلقائيا تشعر بالارتياح، والهدوء، فتمضي وأنت محلِّق الروح ، تمضي مبتسما، تحملُ معك بدايةً جديدة!

تُری هل كان يعلم الشيخ الوائلي بذلك؟ هل كان يتوقع ذلك؟

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال