جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف ذكر الشهادة في يوم الشهيد عِزٌ وتجديد..!

ذكر الشهادة في يوم الشهيد عِزٌ وتجديد..!

حجم الخط

 



القاضي حسين محمد المهدي ||


مما لاريب فيه أن أفضل مانطق به اللسان، وأفصح عنه البيان ما زاد في قوة البصيرة، وعاد بصحة السريرة، فانتفع به الأخيار، واندحر به الأشرار، فصار تذكرة للمؤمنين، وقوة لأولي الألباب المتقين، فمن آمن بالله التجأ إليه، ومن وثق به توكل عليه، فرضى بقضائه، وسَعُدَ بلقائه،( وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ)، (وَ لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّـهِ تُحْشَرُونَ).

فالجهاد خير زاد، فرضه الله لعزة وشرف العباد، وجعل فيه الرحمة ، وبه المغفرة، وحسن المعاد (وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّـهِ وَ رَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).

فخير الدنيا والآخرة والظفر بالسعادة تحصُلُ بالشهادة، فقد سمي الشهيد شهيدا؛ لأن الله شهد له بالجنة وحسن المثوبة وعظيم الاجر، ولأن الملائكة تشهد نقل روحه إلى الجنة، من لحظة شهادته فإنه يكون حاضرا فيها، يستبشر بشهادة من بعده من المؤمنين، (وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ).

فالشهيد من شهد قتال الكفار والمنافقين، وقتل من أجل اعلاء كلمة رب العالمين، ورفع الظلم في فلسطين عن المؤمنين، بائعا نفسه من ربه، واثقا بوعده (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‏ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى‏ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّـهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

فالشهادة حياة وعزة وفوز عظيم، وطاعة لرب العالمين، ونصرٌ وتمكين، ومثوبة ورزق كريم، ولهذا يقول العزيز الحكيم(وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَ لكِنْ لا تَشْعُرُونَ).

والشهداء هم الاسوة والقدوة.

فأفضل الناس من كانت فضيلته

حب الكمال وحسن القول والعمل

وخير ما اختار ذو عقل ومعرفة

شهادة في سبيل الله فهو ولي

فالشهادة طريق الفلاح والنجاح يفوز بها من أحب الله وجاهد في سبيله، وسعى إلى تطبيق شريعته ، وإقامة جحته، ونصرة المظلومين في فلسطين، ولقد كان لسادة شهداء هذا الزمان السيد حسين بدر الدين الحوثي والسيد صالح الصماد وسماحة السيد حسن نصر الله والسيد اسماعيل هنية والسيد يحيى السنوار والسيد قاسم سليماني وجميع الشهداء من أجل تحرير فلسطين والأقصى الشريف المكان الرفيع الأعلى والقدح المعلى في تجديد حركة الجهاد في عصرنا هذا فنالوا بذلك شرف الدنيا والآخرة

ويكفي الأمة فخرا ارتقاءهم شهداء وهم يجاهدون من أجل اعلاء كلمة الله، وتحرير الأقصى الشريف فقد ساروا على طريق العزة، واستجابوا لنداء ربهم، وجاهدوا في سبيله من أجل إخراج هذه الأمة من الظلمات إلى النور، إلى صراط الله العزيز الحميد.

وبدمائهم الطاهرة يعلو بنيان الحق ويظهر سبيله، وعلى دربهم يستيقظ احرار هذه الأمة ، من أنصار الله وحزبه ليحرروا المقدسات وينشروا الإسلام في الأرض كلها من كابوس الصهيونية وظلمها.

وفي القريب العاجل بإذن الله يعم الإسلام ويحل السلام في اصقاع الأرض كلها، وإن كانت طبول الحرب لاتزال قائمة، فإن الله قد وعد بالنصر، وبتضحية الشهداء ودماءهم الزكية يتحقق ما وعد به الرحمن

(وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين، ولا نامت أعين الجبناء

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال