د. عامر الطائي ||
إيلان بابيه، المؤرخ الإسرائيلي الشجاع الذي لطالما واجه الأكاذيب التاريخية للكيان الصهيوني، يقدم في تصريحاته الأخيرة قراءة صادمة للوضع الراهن في إسرائيل، مشيراً إلى انهيار متسارع لمقومات هذا الكيان على الصعد الاقتصادية، العسكرية، والاجتماعية. يصف بابيه الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يواجهها الكيان بأنها نتيجة حتمية لسياسات التوسع العسكري والديون المتراكمة التي تعجز الحكومة الإسرائيلية عن التعامل معها، ما يجعلها تنعكس بحدة على حياة الإسرائيليين اليومية.
هذه الأزمة تتزامن مع تراجع ملحوظ في الثقة بالمؤسسة العسكرية، التي كانت تمثل فيما مضى رمزاً للقوة والسيطرة.
السكان الإسرائيليون، خصوصاً في المناطق الشمالية والجنوبية، باتوا يشعرون بخيبة أمل من قدرة الجيش على حمايتهم، وهو ما يعكس انكساراً في هيبة هذه المؤسسة التي لطالما كانت العمود الفقري للدولة.
في السياق الدولي، يشير بابيه إلى تحول لافت في الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية، حيث أصبحت الأجيال الجديدة في الغرب أكثر تعاطفاً مع الشعب الفلسطيني وأقل انخداعاً بالدعاية الصهيونية.
هذا التغير يدفع باتجاه ضغوط سياسية متزايدة على الحكومات الغربية لدعم الحق الفلسطيني.
ومع تصاعد الأزمات الداخلية، بما فيها الانقسامات السياسية والصراعات الطائفية، يرى بابيه أن الكيان الإسرائيلي يقترب من التفكك كحتمية تاريخية، معتبراً أن هذه الأزمات المتراكمة تقود إلى انهيار تدريجي لنظام قام على القمع والاحتلال.
تصريحات بابيه تكشف هشاشة الكيان الصهيوني، الذي يبدو اليوم أقرب إلى بركان يوشك على الانفجار.
التاريخ يثبت أن الظلم لا يدوم، ومع صعود الوعي العربي والدولي، تلوح في الأفق نهاية التوحش الصهيوني، حيث يسترد الفلسطينيون حقوقهم السليبة ويعاد تشكيل موازين القوة في المنطقة.
كلمات بابيه ليست مجرد تحليل أكاديمي، بل دعوة للاستعداد لعالم جديد يتبدد فيه الظلم وتنتصر فيه العدالة.
